اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

107 ــ باب الأمر بالأكل من جانب القصعة والنهي عن الأكل من وسطها

فيه قوله صلى الله عليه وسلم: «وَكُلْ مِمَا يلِيكَ». متفقٌ عليه كما سبق.

1/744 ــ وعنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما عنِ النَّبيِّ قال: «الْبَرَكَةُ تَنْزِلُ وَسْطَ الطَّعَامِ، فَكُلُوا مِنْ حَافَتَيْهِ وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسْطِهِ». رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح.

غريب الحديث:

حَافَتَيْهِ: ناحِيتيه.

هداية الحديث:

1) الأكل من وسط الطعام تنزع منه البركة، والأدب في الأكل أن يكون من حافة القصعة.

2) كمال هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في تعليم الأمة آداب التناول من الطعام. فما أعظمه من هدي!.

2/745ــ وعن عبدِ الله بن بُسْرٍ رضي الله عنه قال: كان لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَصْعَةٌ يقَالُ لها: الْغَرَّاءُ، يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجال، فَلَمَّا أَضْحَوْا وَسَجَدُوا الضُّحَىٰ أُتِيَ بِـتِلْكَ الْقَصْعَةِ، يعني وقد ثُرِدَ فيها، فَالتَفُّوا عليها، فَلَمَّا كَثُرُوا جَثَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقالَ أَعرابيٌّ: ما هذه الجَلْسَةُ؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَ الله جَعَلَني عَبْداً كَرِيماً، ولَمْ يَجْعَلْني جَبَّاراً عَنِيداً»، ثمَّ قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُوا مِن حَوَالَيْهَا، وَدَعُوا ذِرْوَتَهَا يُبَارَكْ فيه». رواه أبو داود بإسناد جيد.

ذِرْوَتَهَا: أَعْلاهَا، بكسر الذال وضمها.

غريب الحديث:

الغَرَّاء: سُميت بذلك لبياضها.

جَثَا: قعد علىٰ ركبتيه جالساً علىٰ ظهور قدميه.

هداية الحديث:

1) بيان كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعنايته بأصحابه وجلسائه، وكمال تواضعه.

2) البركة تكون في وسط الطعام، وهي تؤثّر في الطعام كلّه.

فائدة:

شاع بين بعض الناس أن السُّنّة في الجلوس عند الطعام: أن يجثو كهيئة الجلوس للتشهد في الصلاة، وهذا الفعل ليس فيه سنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من باب المباحات، وهو جائز لمن فعله، ولا يُحمل الناس علىٰ قول أو فعل، ويُجعل ذلك هدياً متبعاً إلا إذا دلّت السُّنّة دلالة واضحة عليه.

وقاعدة متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم: أن نفعل ما فعله، علىٰ الوجه الذي فعله، لأجل أنه فعله. وأن نترك ما تركه، علىٰ الوجه الذي تركه، لأجل أنه تركه.