قَالَ الله تَعَالىٰ: {وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغوَ أَعرَضُواْ عَنهُ} [ القصص: 55]، وقال تعالىٰ: {وَٱلَّذِينَ هُم عَنِ ٱللَّغوِ مُعرِضُونَ} [المؤمنون: 3]، وقال تعالىٰ: {إِنَّ ٱلسَّمعَ وَٱلبَصَرَ وَٱلفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَٰٓئِكَ كَانَ عَنهُ مَسُٔولا} [الإسراء: 36]، وقال تعالىٰ: {وَإِذَا رَأَيتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعرِض عَنهُم حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيرِهِۦ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيطَٰنُ فَلَا تَقعُد بَعدَ ٱلذِّكرَىٰ مَعَ ٱلقَومِ ٱلظَّٰلِمِينَ} [الأنعام: 68].
1) من علامة أهل الإيمان الإعراض عن القول القبيح.
2) وجوب ترك المجالس التي يُغتاب فيها الناس؛ إن عجز الجالس عن الإنكار.
1/1528ــ وعن أبي الدَّرداءِ رضي الله عنه عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ ردَّ عَن عِرْضِ أخيه ردَّ اللهُ عَن وجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القِيامَة». رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
1) إن الدفاع عن المسلم وصون عرضه سبيل للنجاة من عذاب يوم القيامة.
2) تعظيم حرمة المسلم، وبيان جُرم من انتهكها قولاً أو فعلاً.
2/1529 ــ وعن عتبانَ بنِ مالكٍ رضي الله عنه في حديثه الطَّويلِ المَشْهور الذي تقدّم في (باب الرَّجاء) قَالَ: قامَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فقال: «أينَ مالكُ بنُ الدُّخْشُم؟» فقال رجُلٌ: ذلكَ منافقٌ لا يحبُّ الله ولا رسولَهُ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تقُلْ ذلك ، ألا تراهُ قد قَالَ: لا إله إلا الله يريدُ بذلكَ وجْهَ الله! وإنَّ اللهَ قدْ حَرَّمَ علىٰ النَّار مَنْ قَالَ: لا إلهَ إلَّا الله يبتَغي بذلكَ وجْهَ الله». متفق عليه.
«وعتبان» بكسر العين علىٰ المشهور، وحكي ضمها، وبعدها تاء مثناة من فوق، ثم باء موحدة. و«الدُّخْشُم»: بضم الدال وإسكان الخاء وضم الشين الموجهتين.
1) وجوب الدفاع عن أهل الإيمان، والذبِّ عن أعراضهم في غيبتهم، ونصرتهم وعدم خذلانهم.
2) فضل شهادة التوحيد، فمن قالها قائماً بشروطها، يبتغي بها وجه الله، فإن الله حرم عليه النار.
3/1530 ــ وعن كعب بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطَّويل في قصة توبته، وقد سبقَ في (باب التوبة). قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ جالسٌ في القَوْم بتَبُوكَ: «ما فَعَلَ كعبُ بنُ مالكٍ؟» فقال رجُلٌ منْ بَني سلمةَ: يارسُولَ الله، حَبَسَهُ بُرْداهُ والنَّظرُ في عِطْفَيْه، فقال له معاذُ بنُ جَبَلٍ رضي الله عنه: بئسَ ما قُلتَ، واللهِ يارسولَ الله مَا عَلمْنَا عليْه إلا خَيْراً، فَسَكَتَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. متفق عليه.
«عطفاه»: جانباه، وهو إشارة إلىٰ إعجابه بنفسه.
برداه: البردة: نوع من الثياب المخططة.
1) يجب علىٰ من سمع غيبة أخيه المسلم أن يردها، وينكر علىٰ قائلها، فهذا من حقوق أهل الإيمان.
2) الجلوس في مجالس الغيبة، وذكر أعراض الناس دون الإنكار، يعرّض صاحبه للعقوبة.