قَالَ الله تَعَالىٰ: {هَمَّاز مَّشَّآءِ بِنَمِيم} [القلم: 11]، وقال تعالىٰ: {مَّا يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيد} [ق: 18].
1/1536 ــ وعن حذيفةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ». متفق عليه.
1) النميمة من كبائر الذنوب التي تحجب صاحبها عن الجنة.
2) الحث علىٰ السعي بالإصلاح بين الناس، لأنه من الأعمال الموجبة للجنة.
2/1537 ــ وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بقَبْرَيْن، فقال: «إنَّهُما يُعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبيرٍ! بلىٰ إنَّ كبيرٌ: أمَّا أحَدُهُما فكانَ يَمشي بالنَّميمة، وأمَّا الآخَرُ فَكَانَ لا يَسْتَترُ منْ بَوْلِهِ». متفق عليه، وهذا لفظ إحدىٰ روايات البخاري.
قال العلماء: معنىٰ «وما يعذبان في كبير» أي كبير في زعمهما . وقيل: كبير تركه عليهما.
لا يستتر من بوله: لا يتجنبه أو يحترز منه. وفي رواية: «لا يستنزه» من التنزّه، وهو الابتعاد والتوقّي.
1) تحريم النميمة، لأنها من الكبائر.
2) لا يجوز للعبد أن يستصغر المعاصي والذنوب، بل عليه أن يستشعر أنها عظيمة، ليدفعه ذلك للتوبة والاستغفار.
3/1538ــ وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ألا أنبِئُكُمْ ما العَضْهُ؟ هي النَّميمَةُ، القَالَةُ بَيْنَ النَّاس». رواه مسلم.
والعضه: بفتح العين المهملة، وإسكان الضاء المعجمة، وبالهاء علىٰ وزن الوجه. وروي العِضه: بكسر العين وفتح الضاء المعجمة علىٰ وزن العدة، وهي الكذب والبهتان. وعلىٰ الرواية الأولىٰ: العَضْه: مصدر، يُقال: عضهه عضهاً، أي رماه بالعضه.
القالة: نقل القول وإيقاع الخصومة بين الناس.
1) وجوب التحذير من المفسدين، وبيان طرق إفسادهم وحيلهم.
2) إظهار ذم النميمة، لأنها سبب للفساد بين الناس.