اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

66 ـ باب استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر

1/581 ــ عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قال: قال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كُنْتُ نَهَيْتكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ، فَزُورُوها». رواه مسلم.

هداية الحديث:

1) الحكمة من منع زيارة القبور، خوفاً من افتنان الناس بالمقبور؛ لأنهم كانوا حديثي عهد بجاهلية، فالنهي جاء حمايةً لجناب التوحيد، ولئلا يقع الناس في أنواع من الشرك ــ ولمّا يتمكن الإيمان بعدُ من قلوبهم ــ كالاستغاثة بالأموات، وطلب قضاء الحوائج منهم، وغير ذلك مما هو محبط لعمل العبد، وموجب لدخول النار.

2) زيارة القبور شرعت لنفعها للزائر والمزور؛ فالحي ينتفع بالموعظة بتذكر الموت والآخرة، والميت ينتفع بالدعاء له، لا أن ندعوه ونطلب منه. فهل إلىٰ تصحيح التوحيد سبيل؟!

2/582 ــ وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: كان رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، كُلَّما كانَ لَيْلَتها منْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إلىٰ البَقِيعِ، فيَقُولُ: «السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مؤمِنينَ، وأَتاكُمْ ما تُوعَدُونَ، غَداً مُؤَجَّلُونَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، اللهم اغْفِرْ لأهْلِ بَقِيعِ الغَرْقَدِ». رواه مسلم.

3/583 ــ وعن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُمْ إذَا خَرَجُوا إلىٰ المَقابِرِ أَنْ يَقُولَ قَائِلُهُمْ: «السلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيارِ مِنَ المُؤمِـنِينَ والمُسْلِمينَ، وَإنّا إنْ شاءَ الله بِكُمْ لاَحِقُونَ، أَسْأَلُ الله لَنَا وَلَكُمُ العافِيةَ». رواه مسلم.

4/584 ــ وعنِ ابنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما قال: مَرَّ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِقُبُورِ المَدِينَةِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بوَجْهِهِ، فقالَ: «السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ القُبُورِ، يَغْفِرُ الله لَنَا ولَكُم، أَنْتُم سَلَفُنا ونحنُ بالأثرِ». رواه الترمذي وقال: حديث حسن[4].

[4](1) الحديث إسناده ضعيف.

غريب الحديث:

بقيع الغرقد: هو مقبرة أهل المدينة إلىٰ جانب المسجد النبوي. وسمي بذلك لأنه كان فيه شجر الغرقد، ثم قطع. والغرقد: نوع من الشجر له شوك.

هداية الأحاديث:

1) يستحب للعبد أن يزور القبور الزيارة الشرعية، من غير تحديد أيام مخصوصة.

2) يُوصَىٰ العبد أن يدعو عند زيارته المقابرَ بما ورد في الأحاديث النبوية؛ ففيها البركة، فإن لم يحفظ دعاءً مأثوراً دعا بما تيسر.

3) حرص النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم علىٰ تعليم أمته ماينفعهم، فالعلم قبل القول والعمل.

4) من حق عامة أهل الإيمان أن يُدعىٰ لهم بالمغفرة والرحمة، فهذا من حقوق الأخوة الباقية بعد الموت.

فائدة

زيارة القبور ترد على أحوال ثلاثة : شرعية، وبدعية، وشركية، وقد فصَّلها العلَّامة حافظ حكمي ــ رحمه الله تعالى ــ فقال في منظومته سلم الوصول في توحيد الله واتباع الرسول فقال