اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

97 ــ باب الاستخارة و المشاورة

قال الله تعالىٰ: {وَشَاوِرهُم فِي ٱلأَمرِ} [آل عمران: 159]، وقال تعالىٰ: {وَأَمرُهُم شُورَىٰ بَينَهُم} [الشورىٰ: 38]. أي: يَتَشَاوَرُونَ بَيْنَهُمْ فِيهِ.

فائدة:

الاستخارة مع الله _عز وجل_، والمشاورة مع أهل الرأي والصلاح والأمانة، فإذا حدث أمر يُتردد فيه ويُشك في فعله أو تركه، يُندب إلىٰ الاستخارة والمشاورة.

هداية الآيات:

1) كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ــ وهو أسدّ الناس رأياً وأكثرهم صواباً ــ يستشير أصحابه في بعض الأمور، وكذلك خلفاؤُه من بعده. وهذا تعليم للأمة.

2) يجب أن يكون المستشار من أهل الإيمان، صالحاً في دينه، ذا رأي وخبرة، وتأنٍّ في الأمور.

1/718 ــ عن جابِرٍ رضي الله عنه قال: كانَ رسولُ الله يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كالسُّورَةِ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: «إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بالأمرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثم لِيَقُلْ: اللهمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. اللهمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أَمْري» أَوْ قالَ: «عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فاقْدُرْهُ لي، ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بارِكْ لي فِيهِ، وَإن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هذَا الأَمْرَ شرٌّ لي في دِيني وَمَعَاشي وَعَاقِبَةِ أَمري» أو قال: «عَاجِلِ أَمري وَآجِلِهِ، فاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْني عَنْهُ، وَاقْدُرْ ليَ الخَيْرَ حَيْثُ كانَ، ثمَّ رْضِّنِي بِهِ» قال: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ. رواه البخاري.

غريب الحديث:

الاستخارة: طلب التوفيق لخير الأمرين عند الحاجة إليه.

هداية الحديث:

1) استحباب الاستخارة في كلّ أمر مشكوك فيه، وإن حقُر في ظن صاحبه.

2) حرص النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم علىٰ تعليم أصحابه هذه الصلاة، لما فيها من المنفعة العاجلة والآجلة. فعلىٰ الداعية أن يحرص علىٰ تعليم الناس ما ينفعهم.

3) علىٰ العبد أنْ يردَّ الأمور كلّها إلىٰ الله، وأن يتبرأ من حوله وقوّته، لأنه لا حول ولا قوّة له إلا بالله، وهذا من علامات سعادة العبد وتوفيقه.

فائـدة:

ــ وقوله : «ثم ليقل». ثم : حرف يفيد الترتيب والتراخي، فالدعاء يكون بعد الصلاة. أي يصلي ركعتين ثم يدعو بتلك الكلمات. وقال بعض العلماء: بل الدعاء يكون قبل السلام، لأن آخر الصلاة هو موضع الدعاء والعبد مقبل على الله تعالىٰ.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني ــ رحمه الله تعالىٰ ــ في (فتح الباري شرح صحيح البخاري):

«قوله صلى الله عليه وسلم: «ثم ليقل» هو ظاهر في تأخير الدعاء عن الصلاة، فلو دعا به في أثناء الصلاة احتمل الإجزاء، ويحتمل الترتيب على تقديم الشروع في الصلاة قبل الدعاء، فإن موطن الدعاء في الصلاة السجود أو التشهد، وقال ابن أبي جمرة: الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء: أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة فيحتاج إلىٰ قرع باب الملك ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة لما فيها من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه».