اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

119 ــ باب صفة طول القميص والكم والإزار وطرف العمامة، وتحريم إسبال شيء من ذلك على سبيل الخيلاء، وكراهته من غير خيلاء

1/790 ــ عن أسماءَ بنتِ يزيدَ الأنصارِيّة رضي الله عنها قالت: «كان كُمُّ قمِيصِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلىٰ الرُّسُغِ». رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن[4].

[4](1) الحديث إسناده ضعيف.

هداية الحديث:

1) بيان الهدي النبوي في طول كم القميص؛ بأن يكون إلىٰ الرسغ، والرسغ عند مفصل الكف مما يلي أول الساعد.

2) المؤمن السعيد هو من اقتدىٰ برسول الله صلى الله عليه وسلم في عامّة شؤونه، ومن ذلك هيئة اللباس ومقداره.

2/791 ــ وعن ابن عُمرَ رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ الله إليه يَوْمَ القِيَامَةِ»، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسولَ الله، إنَّ إزاري يَسْتَرْخِي إلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَهُ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَفْعَلُهُ خُيـَلاءَ». رواه البخاري، وروىٰ مسلم بعضه.

3/792 ــ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَنْظُرُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلىٰ مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَراً». متفق عليه.

4/793 ــ وعنه عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْن مِنَ الإزارِ ففِي النَّارِ». روَاه البخاريّ.

5/794 ــ وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ القِيامةِ، ولا يَنْظُرُ إِلَيْهم، وَلا يُزَكِّيهِمْ، وَلهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ» قَال: فَقَرأها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مِرَارٍ. قال أبو ذرٍّ: خابُوا وخَسِرُوا، مَنْ هُمْ يَا رَسول الله؟ قال: «المُسْبِلُ، والمنَّانُ، وَالمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالحَلفِ الكاذِبِ». رواه مسلم.

وفي روايةِ له: «المُسْبِلُ إزَارَه».

غريب الحديث:

المُسْبِل: المرخي ثوبه تحت الكعبين، والذي يجرّ ثوبه خيلاء.

المنَّان: الذي يمنّ بما أعطىٰ، ويذكر إحسانه ممتنّاً به علىٰ العباد.

هداية الأحاديث:

1) الناس في إسبال الثياب علىٰ وجهين:

الأول: أن يجرّ الثوب خيلاء، والثاني: أن يُنزل الثوب أسفل من الكعبين من غير خيلاء.

2) الذي يجرّ ثوبه خيلاء يُعاقب بأربع عقوبات: لا يكلمه اللهُ يوم القيامة، ولا ينظر إليه ـ يعني نظرة رحمة ـ، ولا يُزكِّيه، وله عذاب أليم.

3) الإسبال من غير خيلاء كبيرة من كبائر الذنوب، لأن فاعله متوعَّد بالنار.

6/795 ــ وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: «الإسْبَالُ في الإزارِ وَالقَمِيصِ وَالعِمَامَةِ، مَنْ جَرَّ شَيْئاً خُيَلاءَ لَم يَنظُرِ اللهُ إِليهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه أبو داود، والنسائي بإسنادٍ صحيح.

هداية الحديث:

1) ليس الإسبال في الإزار فقط، وإنما يتعدّىٰ إلىٰ القميص والعمامة، فينبغي أن يكون كم القميص للرسغ، وطوله دون مجاوزة حدِّ الكعبين، والعمامة دون إطالة زائدة لطرفيها وذؤابتها، لأن كل هذا من الخيلاء.

2) بيان الوعيد الشديد لمن جرّ ثوبه خيلاء.

7/796 ــ وعن أبي جُرَيٍّ جَابِرِ بنِ سُلَيمٍ رضي الله عنه قال: رَأيتُ رَجلاً يصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ، لا يَقُولُ شَيئاً إلَّا صَدَرُوا عنه؟ قلتُ: من هذا؟ قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلتُ: عَليكَ السَّلامُ يا رسولَ الله ــ مَرَّتَيْنِ ــ قال: «لا تَقُل عَليكَ السَّلامُ، عَلَيْكَ السَّلامُ تحِيَّةُ المَوْتَىٰ، قُل: السَّلامُ عَلَيْكَ» قال: قلتُ: أنتَ رسول الله؟ قال: «أنَا رسول الله، الذي إذا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ، وَإِذا أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أنبَتَها لكَ، وإذا كُنتَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ أَوْ فَلاةٍ، فَضَلَّت رَاحِلَتُكَ، فَدَعَوْتَه رَدَّهَا عَلَيْكَ» قال: قلتُ: اعْهَدْ إليَّ. قَال: «لا تَسُبنَّ أَحَداً» قَال: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرّاً، وَلاَ عَبداً، وَلاَ بَعِيراً، وَلا شَاةً. «وَلاَ تَحقِرَنَّ مِنَ المَعرُوفِ شَيْئاً، وأَنْ تكلِّم أخاكَ وأنْتَ مُنْبَسِطٌ إِليهِ وجهُكَ، إنَّ ذلكَ مِنَ المَعرُوفِ، وارفَعْ إزَارَكَ إلىٰ نِصْفِ السَّاقِ، فَإن أَبَيتَ فَإلىٰ الكَعبَين، وإيَّاكَ وإسْبَالَ الإزَارِ؛ فَإِنَّها مِن المَخِيلةِ، وإِنَّ اللهَ لا يحِبُّ المَخِيلَةَ، وإنِ امْرؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فيكَ فَلا تُعَيِّرْهُ بما تَعلَم فيهِ، فإنَّمَا وَبَالُ ذلكَ عَليهِ». رَواه أبو داود والترمذي بإسنادٍ صحيحٍ، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

غريب الحديث:

سَنَة: العام القحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئاً.

القَفْر: الأرض التي لا ماء بها ولا ناس.

الفَلاة: الأرض التي لا ماء فيها.

اعْهَدْ إليّ: العهد: الوصية المؤكدة.

المَخِيلة: الاختيال والكبر واحتقار الناس والعجب.

هداية الحديث:

1) وجوب التحاكم في الأمور كلّها إلىٰ الله تعالىٰ، وإلىٰ رسوله صلى الله عليه وسلم، وحرمة الخروج عن حكمهما.

2) السُّنّة في التحية واحدةٌ في الأحياء والأموات، وأما النهي المذكور عن قول: «عليك السلام» للأحياء، فلأنها تحية الموتىٰ في الجاهلية.

3) إزرة المؤمن إلىٰ نصف الساق، فإن أحب الإطالة فإلىٰ الكعبين، ولا يزيد؛ لأن ذلك من الإسبال.

4) علىٰ الإنسان أن يكون متواضعاً دائماً، في لباسه، ومشيته، وهيئته، وكلّ أحواله، لأن من تواضع لله تعالىٰ رفعه.

5) المتمثل لهذه الآداب التي علّمها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أمّتَه، يحصل له أمران نافعان:

الأول: امتثال أمر النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهذا سبب لهداية العبد ﴿ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾.

والثاني: التحلّي بحسن الخلق، وجمال الهيئة، من خلال التأدب بهذه الآداب الشرعية، التي هي سمةُ أهل الإسلام الظاهرة.

فائدة نفيسة:

قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: «أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضرّ فدعوته» إلىٰ آخر الكلام، معناه ردُّ الأمور كلِّها إلىٰ الله تعالىٰ، فبيدِهِ وحده الخير والشرّ، والنفع والضرّ، ولا يتوهَّم أحد أنَّ المراد بذلك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويؤكّد بطلان هذا الوهم عمومُ الأدلة التي فيها تفويض الأمر إلىٰ الله تعالىٰ، وقد ورد للحديث رواية عند الإمام أحمد في مسنده بلفظ: «قلت يا رسول الله! إلَامَ تدعو؟ قال: أدعو إلىٰ الله وحده الذي إن مسّك ضرّ فدعوته كشفه عنك» الحديث .

8/797 ــ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجُلٌ يُصَلِّي مُسْبِلٌ إزَارَهُ، قَال لَه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذهَب فَتَوضَّأْ» فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ، ثمّ جاءَ، فقال: «اذْهَبْ فَتَوَضَّأ» فقال له رجُلٌ: يا رسول الله، مالكَ أَمَرْتَهُ أَن يَتَوَضَّأ، ثم سَكَتَّ عنه؟ قال: «إنَّه كانَ يُصَلِّي وهو مُسِبلٌ إزَارَهُ، وإنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ صَلاةَ رَجُلٍ مُسبِلٍ». رواه أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ علىٰ شرط مسلم[5].

[5](1) الحديث إسناده ضعيف.

هداية الحديث:

1) وجوب تغيير المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة.

2) الترهيب من الوعيد الشديد للمسبل ثوبه.

فائدة:

صلاة المسبل صحيحة، ولكنه آثم، لأنَّ النّهيَ هنا خاصٌ بالصّلاة، ولبس الثوب المحرَّم عام في الصّلاة وغيرها، فلا يختصّ بها، لكن علىٰ العبد أنْ يتّقيَ اللهَ _عز وجل_، وألاّ يتخذَ من نِعَمِ الله تعالىٰ وسيلة لغضبه. والمؤمن الموفّق مَن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في فعله فيفعل ما أمَرَ به، وفي نهيه فيترك ما نهىٰ عنه.

9/798 ــ وعن قَيسِ بنِ بشرٍ التّغْلِبيِّ قال: أَخْبَرني أبي ـ وكان جَلِيساً لأبي الدَّرْدَاء ـ قال: كان بِدمِشقَ رَجُلٌ من أَصحَابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يقال له سهلُ بنُ الحَنْظَلِيَّة، وكان رجُلاً مُتَوَحِّداً قَلَّمَا يُجَالسُ النَّاسَ، إنَّمَا هُو صَلاةٌ، فَإِذا فَرَغَ فَإِنَّمَا هو تَسبيحٌ وتكبيرٌ حتىٰ يَأْتي أَهْلَهُ، فَمَرَّ بِنَا ونحنُ عِند أبي الدَّردَاءِ، فقال له أبو الدَّردَاءِ: كَلِمةً تَنْفَعُنَا ولا تَضُرُّكَ، قَال: بَعَثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم سَريَّةً، فَقَدِمَتْ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنهُم، فَجَلَسَ في المَجْلِسِ الذي يَجلِسُ فِيهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لِرَجُلٍ إلىٰ جَنْبِه: لَوْ رَأَيتَنَا حِينَ التَقَيْنَا نَحنُ وَالعَدُوّ، فَحَمَلَ فُلانٌ وَطَعَنَ، فَقَال: خُذْهَا مِنِّي، وَأَنا الغُلامُ الغِفَارِيُّ، كَيْفَ تَرىٰ في قوْلِهِ؟ قال: مَا أرَاهُ إِلَّا قَدْ بَطَلَ أجرُهُ. فَسَمعَ بِذلك آخَرُ، فَقال: مَا أَرَىٰ بِذلكَ بَأْساً، فَتَنَازَعَا حَتىٰ سَمعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال. «سُبْحَان الله! لا بَأْسَ أَنْ يُؤْجَرَ ويُحْمَدَ» فَرَأيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ سُرَّ بِذلكَ، وَجَعَلَ يَرْفَعُ رَأْسَه إِليْهِ وَيَقُولُ: أَنْتَ سَمِعْتَ ذلكَ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: نَعَمْ، فما زَالَ يعِيدُ عَلَيْهِ حَتَّىٰ إِنِّي لأقولُ لَيَبرُكَنَّ عَلىٰ ركبَتَيْهِ.

قال: فَمَرَّ بِنَا يَوْماً آخَرَ، فقال له أبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلا تَضُرُّكَ، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المُنْفِقُ عَلىٰ الخَيْلِ كالبَاسِطِ يَدَه بالصَّدَقة لا يَقْبِضُها».

ثم مَرَّ بِنَا يَوماً آخَرَ، فقال له أبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَ الرَّجُلُ خَرَيْمٌ الأسَدِيُّ لَولا طُولُ جُمَّتِهِ وَإِسْبَالُ إزَارِهِ»! فَبَلَغَ خُرَيماً، فَعَجَّلَ، فَأَخَذَ شَفرَةً فَقَطَعَ بها جُمَّتَهُ إِلىٰ أُذَنيْهِ، وَرَفَعَ إزَارَهُ إلىٰ أَنْصَافِ سَاقَيْهِ.

ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْماً آخَرَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَىٰ إِخْوَانِكُمْ، فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ، حتَّىٰ تكُونُوا كأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ، فَإِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّشَ».

رواه أبو داود بإسنادٍ حسنٍ، إلَّا قَيْسَ بن بشر، فاخْتَلَفُوا في تَوثِيقِهِ وتَضعيفِهِ، وقد روىٰ له مسلم[6].

[6](1) الحديث إسناده ضعيف.

غريب الحديث:

مُتَوَحِّداً: يحب الوحدة والانفراد عن الناس.

جُمَّتِه: الشعر إذا طال حتىٰ بلغ المنكبين وسقط عليهما.

هداية الحديث:

1) لا بأس أن يفتخر المؤمن أمام العدو بما هو جائز في الدين فعله، لأن هذا مما يغيظ الأعداء، وهو محمود.

2) امتثال الصحابة رضي الله عنهم لأمر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وامتثالهم لإرشاده، فالتَّشَبُّه بهم من علامة الإيمان الصادق.

3) علىٰ الإنسان أن يلاحظ نفسه في كلّ الأمور، حتىٰ في جمال الثياب، حتىٰ تتميز الأمة الإسلامية مِنْ غيرها مِنَ الأمم.

4) إن تقصير الثياب بما يوافق السُّنّة ليس قادحاً في الجمال، بل الشريعة دعت إلىٰ التزيّن والتجمّل بما يتوافق مع هدي الإسلام.

تنبيـه:

الحديث ضعيف بهذا اللفظ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «فإنَّ اللهَ لا يحب الفحش ولا التَّفحُّش» فقد رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها قال: «أتىٰ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ناسٌ من اليهود، فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسمِ، فقال: وعليكمُ، قالت عائشة: فقلت: وعليكم السّام والذام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة لا تكوني فاحشة... إنَّ الله _عز وجل_ لا يحب الفحشَ ولا التَّفَحُّشَ، فنزلت هذه الآية: { وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوكَ بِمَا لَم يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ} حتىٰ فرغ».

10/799 ــ وعن أبي سعيد الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إزْرَةُ المُسْلِمِ إلىٰ نِصْفِ السَّاقِ، وَلاَ حَرَجَ ـ أوْ لا جُنَاحَ ـ فيما بَيْنَهُ وَبَيْنَ الكَعْبَيْنِ، فَما كانَ أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَينِ فَهُوَ في النَّارِ، ومَنْ جَرَّ إزارَهُ بَطَراً لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إلَيْهِ». رَواهُ أبُو داود بإسنادٍ صحيح.

11/800 ــ وعن ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما قال: مَرَرْتُ عَلَىٰ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وفِي إزَاري اسْتِرْخَاءٌ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ الله، ارْفَعْ إزَارَكَ»، فَرَفَعْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: «زِدْ»، فَزِدْتُ، فَمَا زِلْتُ أَتَحَرَّاهَا بَعْد. فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: إِلىٰ أَيْنَ؟ فَقَالَ: إِلىٰ أَنْصَافِ السَّاقَيْنِ. رواهُ مُسلم.

12/801 ــ وعنه قال: قالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خيلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ».

فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ، قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً». قَالتْ: إذاً تَنكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ. قَال: «فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعاً لاَ يَزِدْنَ». رواهُ أبو داود، والترمذي وقال: حديثٌ حسن صحيح.

هداية الأحاديث:

1) من ترك ثوبه ينزل إلىٰ أسفل من الكعبين فقد أتىٰ بمخالفة شديدة للشريعة، سواء فعل ذلك خيلاء أو لغير خيلاء، للوعيد الشديد الوارد علىٰ مجرد إسبال الثياب.

2) قدما المرأة عورة، في الصلاة وغيرها، فالمرأة تلبس من الثياب ما يستر عورتها ولا يظهرها.

3) كمال حياء الصحابيات رضي الله عنهنّ، فها هي أم المؤمنين رضي الله عنها تخشىٰ أن ينكشف شيء من عورة النساء فتطلب مزيد الستر، فأين هذا من تبرج بعض نساء المسلمين اليوم؟

فائدة:

تفريق المصنف ــ رحمه الله تعالىٰ ــ في حكم الإسبال، بين قصد الخيلاء وعدم الخيلاء، لا يتفق مع النصوص الصريحة في النهي عن الإسبال عموماً، والظاهر أن التفريق في النصوص إنما هو في عقوبة الإسبال فقط، أما الحكم فكلاهما حرام. وتتفاوت مرتبة حرمته، والله أعلم.