1/814 ــ عن الْبَرَاءِ بن عَازِبٍ رضي الله عنهما قال: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أَوَىٰ إلىٰ فرَاشه نام عَلىٰ شقه الأَيمنِ، ثم قال: «اللهمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمرِي إِلَيكَ، وَأَلجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلجَأَ وَلاَ مَنْجىٰ مِنْكَ إِلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذي أنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ».
رواه البخاري بهذا اللفظ في كتاب الأدب من صحيحه.
2/815 ــ وعنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلىٰ شِقِّكَ الأَيْمَنِ، وَقُلْ» وَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَفيه: «وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُول». متفق عليه.
1) استحباب الاضطجاع علىٰ الشقّ الأيمن، لأنها صفة لا تثقل القلب، فهذه الهيئة أوفق للسُّنَّة، وأرفق للجسم.
2) استحباب أن يبيت المسلم علىٰ طهارة، فيكون أبعد من تلاعب الشيطان به.
3) من حكمة الله تعالىٰ ورحمته أن شرع لأفعال العباد أذكاراً مخصوصةً، لئلا يغفل الإنسان عن ذكر الله.
3/816 ــ وعن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِن اللَّيْلِ إحْدَىٰ عَشَرَةَ رَكْعَةً، فَإذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّىٰ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلىٰ شِقِّهِ الأَيمَن، حَتَّىٰ يَجِيءَ المُؤَذِّنُ فَيُؤْذِنَهُ. متفقٌ عليه.
فَيُؤْذِنَه: يُعلمه باجتماع الناس.
1) من حكمة الله _عز وجل_ ونعمته علينا في شرعه، أن أطلعنا علىٰ ما كان يعمله النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في السرّ، بوساطة زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
2) يسنّ تخفيف ركعتي الفجر، بشرط ألا يخلّ بالطمأنينة.
3) جواز الاضطجاع علىٰ الجنب الأيمن بعد سنّة الفجر لمن تطوّع في بيته، وهذه الضجعة لمن كان له تهجد من الليل وصلاة وطول قيام.
4/817 ــ وَعَن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللهمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا» وَإذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: «الحَمْدُ لله الَّذي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتنَا وَإلَيْهِ النُّشُورُ». رواه البخاري.
1) وضع اليد اليمنىٰ تحت الخدّ الأيمن عند الاضطجاع علىٰ الشقّ الأيمن هو الهدي النبوي المبارك.
2) استحباب الحمد علىٰ كلِّ حال، فإن الله سبحانه وتعالىٰ هو المتصرّف في الكون لا أحد سواه.
5/818 ــ وعن يَعِيشَ بنِ طِخْفَةَ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه قال: قال أبي: بَيْنَما أَنا مُضْطَجِعٌ في المَسْجِدِ عَلىٰ بَطْني إذا رَجُلٌ يُحَرِّكُنِي بِرِجْلِهِ، فقال: «إنَّ هذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ». قالَ: فَنَظَرْتُ، فَإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. رواه أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ.
1) إظهار الكراهية الشديدة للنوم علىٰ البطن، لأنها نومة يبغضها الله، لا سيما في الأماكن التي يغشاها الناس.
2) إن من هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم النهي عن المنكر وعن الأخطاء الشائعة.
6/819 ــ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَعَدَ مَقْعَداً لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ، كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ الله تِرَةٌ، وَمَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعاً لا يَذْكُرُ اللهَ تعالىٰ فِيهِ، كَانَتْ عَلَيْهِ مِن اللهِ تِرَةٌ». رواه أبو داود بإسنادٍ حسن.
«التِّرَةُ» بكسر التاءِ المثناة من فوق، وهي: النَّقْصُ، وَقِيلَ: التَّبعَةُ.
1) علىٰ العبد أن يُكثر من ذكر الله، قائماً، وقاعداً، وعلىٰ جنبه، فأعمال العباد كلّها محصيّة عليهم.
2) إن كمال مجالس الناس تتحقق بذكر الله تعالىٰ، أما المجالس التي لا يُذكر اللهُ فيها فهي حسرة علىٰ أهلها، فأين مجالس كثير منا اليوم؟! مليئة بذكر الناس وغيبتهم، وخالية من ذكر اللهَ تعالىٰ في غالب الأوقات!.