1/894 ــ عن البَرَاءِ بنِ عازِبٍ رضي الله عنهما قال: «أَمَرَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعِيَادَةِ المَرِيض، وَاتِّبَاعِ الجَنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وإبْرَارِ المُقْسِمِ، وَنَصْرِ المَظْلُومِ، وَإجَابَةِ الدَّاعِي، وَإفْشَاءِ السَّلام». متفقٌ عليه.
2/895 ــ وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «حقُّ المُسْلِم عَلَىٰ المُسْلِم خَمْسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وعيادةُ المريضِ، واتِّباعُ الجَنَائزِ، وإجابةُ الدَّعوةِ، وتَشْميتُ العَاطسِ». متفق عليه.
1) زيارة المريض من حقوق المسلم عَلَىٰ أخيه المسلم، فهي فرض كفاية.
2) المستحب في عيادة المريض إدخال السرور والأنس والبشارة عليه.
3 ) علىٰ الزائر أثناء عيادة المريض أنْ يستغلَّ انكسار قلب المريض؛ ليُذكّرَه بالله تَعَالَىٰ، ويأمره بالتوبة والاستغفار والخروج من حقوق النَّاس، ويُعلِّمَه الأحكام الفقهية المتعلقة بالمريض كطهارته وصلاته...
4) تذكر نعمة الله تَعَالَىٰ بالعافية، فتقابل هذه النعمة بالشكر بالقلب واللسان والأفعال.
5) علىٰ العبد أن يحرص عَلَىٰ عيادة المرضىٰ، لما في ذلك من الأجر الكثير والخير الوفير للزائر وللمريض.
2/896 ــ وعنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ _عز وجل_ يَقُولُ يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْني! قال: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ؟! قال: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَني عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْني! قال: يَا رَبِّ كَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قال: أَمَّا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدي فُلانٌ فلَمْ تُطْعِمْه؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلِكَ عِنْدي؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِني! قال: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قال: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تَسْقِه! أَمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلِكَ عِنْدِي؟». رواه مسلم.
1) بيان قرب الله _عز وجل_ من عبده المريض في قوله: «لوجدتني عنده»، ولهذا كان المريض حريّاً بإجابة الدعاء، إذَا دعا لنفسه أو لغيره.
2) فضل استحباب إطعام الجائع، وإسقاء من طلب السقيا، لأن أجر ذلك مدّخر عند الله تَعَالَىٰ.
3) وجوب تنزيه الله تَعَالَىٰ عن صفات النقص، ووصفة بصفات الكمال {سُبحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}.
4/897 ــ عن أبي موسىٰ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عُودُوا المريضَ، وأطْعمُوا الجائعَ، وفُكُّوا العَاني». رواه البخاري.
«العاني»: الأسير.
1) فضيلة العمل الذي يتعدىٰ نفعه للغير مثل إطعام الطعام.
2) هذه الثلاثة المذكورة في الحديث فرض كفاية عَلَىٰ المسلمين.
5/898 ــ وعن ثوبانَ رضي الله عنه عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ المُسْلِمَ إذَا عَادَ أخَاهُ المُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ في خُرْفَة الجَنَّة حَتَّىٰ يرجعَ» قيلَ: يارسولَ الله، وما خُرْفَةُ الجَنَّة؟ قَالَ: «جَنَاهَا». رواه مسلم.
6/899 ــ وعن علي رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما منْ مُسْلم يَعُودُ مُسْلماً غُدْوَةً إلَّا صَلَّىٰ عليه سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ حَتَّىٰ يُمْسيَ، وإنْ عَادَهُ عَشيَّةً إلَّا صَلَّىٰ عَلَيْه سَبْعُونَ ألْفَ مَلكٍ حَتَّىٰ يُصبحَ، وَكَانَ لَهُ خَريفٌ في الجَنَّة». رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
«الخَريفُ»: الثَّمَرُ المَخْرُوفُ، أي:المُجْتَنَىٰ.
جناها: ثمارها وما يُجنىٰ من الثمرات.
1) عيادة المريض سبب لدخول الجنة والتمتع بنعيمها.
2) فضيلة استغفار الملائكة لمن يعود مريضاً.
3) مدة الجلوس عند المريض تختلف باختلاف الأحوال والأشخاص.
4) من أساليب طلب العلم إلقاء السؤال لمعرفة الجواب.
يظن بعض الناس أنَّ العيادة لا تكون إلا في المرض الشديد، فلا يعود أحداً في مرض يسير كألم الأضراس أو الصداع ونحوه، وهذا خلاف للسنة ومُضَيِّعٌ لأسبابَ المغفرة والأجر العظيم، وقد قال زيد بن أرقم: «رَمَدَتْ عيني، فعادني النَّبي صلى الله عليه وسلم». رواه البخاري في (الأدب المفرد). فاحرص يا أخي علىٰ اغتنام الفرص، فربَّ عمل يسير في أعين الناس يكون سبباً لدخولك الجنة.
7/900 ــ عن أنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كانَ غُلامٌ يَهُوديٌّ يَخْدُمُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرضَ، فَأتَاهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يعُودُهُ، فَقَعَدَ عند رأسه، فَقَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ» فَنَظَرَ إلَىٰ أبيه وهُوَ عنْدَهُ؟ فَقَالَ: أَطِعْ أبَا القَاسم، فَأسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبيُّ، وهُوَ يقولُ: «الحمدُ لله الَّذي أنْقَذَهُ منَ النَّار». رواه البخاري.
1) جواز استخدام اليهودي في بعض الأعمال شريطة أن يُؤمَن مكرُه.
2) جواز عيادة المريض الكافر رجاء دعوته للإسلام، لكنّ عيادة المُسلِم مؤكَّدة مستحبة.
3) يُستحب لمن عاد المريض أن يرشده إلَىٰ الحقّ، ويرغّبه بخير الدنيا والآخرة.
4) قد يُحرَم العبد الحقّ إذَا عرفه ثُمَّ أعرض عَنْه، وهذه موعظة بليغة لو عقلناها!
5) شهادة المُخالِف بصدق نُبوّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، والحقّ ما شهدت به الأعداء.