1/885 ــ عن أبي الخَطَّابِ قَتَادَةَ قال: قلتُ لأَنس: أَكَانَتِ المُصَافَحَةُ في أَصْحَابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نَعَمْ. رواه البخاري.
2/886 ــ عن أنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لمّا جَاءَ أهلُ اليَمَن قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قَدْ جاءكُمْ أهلُ اليَمَن وهُمْ أوَّلُ مَنْ جَاءَ بالمُصَافَحة». رواه أبو داود بإسناد صحيح.
3/887 ــ عن البراء رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقيانِ، فَيَتَصَافَحَانِ، إلَّا غُفرَ لَهُمَا قبْلَ أنْ يَفْتَرقَا». رواه أبو داود.
4/888 ــ عن أنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رجلٌ: يا رَسُولَ الله، الرَّجُلُ منَّا يَلْقَىٰ أخاهُ أو صديقَهُ، أيَنْحَني لَهُ؟ قَالَ: «لا» قَالَ: أَفَيَلْتَزمُهُ ويُقبِّلُهُ؟ قَالَ: «لا» قَالَ: فيأخُذُ بيده ويُصافحُهُ ؟ قَالَ: «نَعمْ». رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
1) فضيلة المصافحة بين المسلمين، لما يترتب عليها من غفران الذنوب، وجلب المودة والمحبة بين القلوب.
2) فضيلة أهل اليمن، فهم أرقُّ النَّاس أفئدةً، وأول من جاء بالمصافحة.
3) النهي عن الانحناء للقادم، لما في ذلك من التشبه بالأعاجم والكافرين.
4) النهي عن المعانقة والتقبيل عند اللقاء المتكرر، إلَّا لسبب عارض، أو قدوم من سفر، فجازت المعانقة.
5/889 ــ عن صَفْوَانَ بنِ عَسَّالٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ يهوديٌّ لصَاحبه: اذْهبْ بنَا إلَىٰ هذا النَّبيِّ، فأتَيَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، فسألاهُ عَنْ تسْعِ آياتٍ بَيِّنَاتٍ، فَذَكَرَ الحَديث إلَىٰ قَوْله: فَقَبَّلا يَدَهُ ورِجْلَهُ، وقالا: نَشْهَد أَنَّكَ نَبِيٌّ. رواه الترمذي وغيره بأسانيد صحيحةٍ[2].
1) كُفر اليهود برسالة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كان من جهة الجحود والعناد والحسد، لا من جهة التصديق، فهم صدّقوه بألسنتهم، وجحدوه بقلوبهم.
2) مشروعية تقبيل يد العالِم ومن لَهُ مكانة كالوالدين، أحياناً، من غير جعل ذلك عادة دائمة كالمصافحة.
6/890 ــ وعن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما قصة قَالَ فيها: فدَنَوْنَا من النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقبَّلنَا يَدَهُ. رواه أبو داود[3].
7/891 ــ عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: قَدمَ زيدُ بنُ حارثَةَ المدينةَ ورسولُ الله في بَيْتي، فأتاهُ فَقَرَعَ البَابَ، فَقَامَ إليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَجُرُّ ثَوْبَهُ، فاعْتَنَقَهُ وقَبَّله. رواه الترمذي وقال: حديث حسن[4].
1) جواز المعانقة وتقبيل اليد لأمر عارض، كقدوم من سفر، أو نحوه.
2) إسبال الثوب وجره، إذا حصل من غير قصد وإرادة، وإنما وقع اتفاقاً، غيرُ داخلٍ في النهي عن الإسبال.
3) تواضع النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم، وفعله معهم مايفرحهم.
4) إنَّ القيام إلَىٰ القادم لاستقباله، أو السلام عليه، غير داخل في النهي عن القيام للرجل.
8/892 ــ وعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاتَحْقِرَنَّ منَ المعْرُوف شَيئاً، ولو أنْ تَلْقىٰ أخَاكَ بوَجْه طليق». رواه مسلم.
1) آداب الدين الإسلامي والهدي النبوي فيه من جلب المودة والمحبة بين المؤمنين ما تنشرح به صدورهم، وتتآلف به قلوبهم.
2) إن تبسمك في وجه أخيك وبشاشة الوجه إليه صدقة ومعروف.
3) المعروف، وإن كان حقيراً في نظر النَّاس، فهو في ميزان الأعمال عظيم كبير.
4) حرص النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَىٰ الوصية للمؤمنين، فالوصية منهج قرآنيّ نبويّ.
9/893 ــ عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَبَّلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الحسنَ بن عليِّ رضي الله عنهما، فَقَالَ الأقْرَعُ بنُ حَابسٍ: إنَّ لي عشْرَةً منَ الوَلَد ما قَبَّلْتُ منْهُمْ أحَداً، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمُ!». متفق عليه.
1) استحباب تقبيل الأولاد الصغار رحمة وشفقة.
2) كلما كان العبد بعباد الله أرحم كان إلَىٰ رحمة الله أقرب، فرحمتنا لعباد الله سبب لرحمة الله لنا. فهل عرفنا كيف نستجلب رحمات ربنا؟!
3) بيان تواضعه وكمال رحمته عليه الصلاة والسلام في ملاطفته للحسن رضي الله عنه، وتقبيله أمام الناس.