1/982 ــ عن خَولةَ بنتِ حَكِيمٍ رضي الله عنها قالتْ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ نَزَلَ مَنزِلاً ثمَّ قال: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّىٰ يَرْتَحِلَ مِنْ مَنزِلهِ ذلِكَ». رواه مسلم.
أعوذ: أحتمي وألتجئ.
كلمات الله: تشمل كلمات الله الكونية والشرعية.
المراد بكلمات الله الكونية مثل قوله تعالىٰ: {إِنَّمَآ أَمرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَئًا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ}. والكلمات الشرعية: الأذكار والأدعية المأثورة في القرآن والسُّنَّة الصحيحة، مثل الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات وغيرها.
1) كلمات الله التامات وقاية للعبد من كلِّ شرٍّ.
2) لا تجوز الاستعاذة إلَّا بالخالق تعالىٰ، وأما المخلوق العاجز أو الغائب فلا يُستعاذ به، بل هو بحاجة إلىٰ من يُعينه. فَلْيحذرِ المؤمن أن يدعو أحداً سوىٰ الله تعالىٰ لرفع ضُرٍّ نزل به، أو لدفعه قبل نزوله.
2/983ــ وعنِ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا سَافَرَ، فَأَقْبَلَ اللَّيْلُ، قال: «يَا أَرْضُ، رَبِّي وَرَبُّكِ اللهُ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّكِ وَشَرِّ مَا فِيكِ، وَشَرِّ مَا خُلِقَ فِيكِ، وَشَرِّ مَا يَدِبُّ عَلَيْكِ، أَعُوذَ باللهِ مِنْ شَرِّ أَسَدٍ وَأَسْوَدٍ، وَمِنَ الحَيَّةِ وَالعَقرَبِ، وَمِنْ سَاكِنِ البلَدِ، وَمِنْ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ». رواه أبو داود[10].
وَ«الأسْوَدُ»: الشَّخص، قال الخَطَّابِيُّ: «وسَاكِن البَلدِ»: هُمُ الجِنُّ الَّذِينَ هُمْ سُكَّانِ الأَرْضِ. قال: وَالبَلَدُ مِنَ الأرْضِ: مَا كانَ مَأْوَىٰ الحَيوانِ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ بِنَاءٌ وَمَنَازِلُ. قال: وَيحتَمِلُ أَنَّ المرَادَ «بِالوَالِدِ»: إبلِيسُ «وَما وَلَدَ»: الشَّيَاطِينُ.
1) الترغيب في الاستعاذة بالله تعالىٰ من الشرور كلها، فإنه لا عاصم للعبد من الضر إلَّا بالفرار إلىٰ الله سبحانه.
2) حِكمةُ الله تعالىٰ أن جعل في بعض المخلوقات طبع الأذىٰ، ليعتصم العبد منها باللجوء إلىٰ خالقها سبحانه وتعالىٰ.