اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

196 ــ باب تأكيد ركعتَيْ سُنَّة الصبح

1/1100 ــ عَنْ عائشةَ رضي الله عنها أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان لا يَدَعُ أرْبَعاً قَبْلَ الظُّهرِ، وَرَكْعَتَيْن قَبْلَ الغَدَاةِ. رواه البخاري.

2/1101ــ وعَنْها قَالَت: لم يَكُنِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم علىٰ شيءٍ منَ النَّوَافلِ أشدَّ تعَاهُداً منْهُ علىٰ رَكْعَتَي الفَجْرِ. متفق عليه.

3/1102ــ وَعَنْها عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «رَكْعَتا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَمَا فِيهَا». رواه مسلم.

وفي رواية: «لَهُمَا أَحَبُّ إليَّ مِنَ الدُّنْيَا جَميعاً».

غريب الحديث:

الغداة: الفجر.

هداية الأحاديث:

1) هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فيه الترغيب المؤكد بالمحافظة علىٰ سُنَّة الفجر القبلية، والحضّ عليها من قوله وفعله صلى الله عليه وسلم.

2) الموفَّق من عباد الله تعالىٰ من يحرص علىٰ سُنَّةٍ قَالَ فيها عليه الصلاة والسلام: «خير من الدنيا وما فيها»، فكم ضيّع الكُسَالىٰ من خيرات!

فائدة:

من فاتتهُ راتبة الفجر في وقتها، فله أن يقضيها بعد الصلاة مباشرة، أو بعد طلوع الشمس.

ويدل لذلك من الهدي النبوي المحفوظ، ما رواه الترمذي عن قيس بن عمرو بن سهل قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقيمت الصلاة، فصليت معه الصبح، ثم انصرف فوجدني أصلي، فقال: «مهلاً يا قيس! أصلاتان معاً»؟ قلت: يا رسول الله. إني لم أكن ركعت ركعتي الفجر، قال: «فلا إذن».

وروىٰ أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «من لم يصلِّ ركعتي الفجر فليصلهما بعد ما تطلع الشمس».

4/1103ــ وعَنْ أبي عبدِ الله بِلالِ بنِ رَبَاحٍ، رضي الله عنه، مُؤَذِّنِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، أنّهُ أَتىٰ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لِيُؤذِنَهُ بِصَلاةِ الغدَاةِ، فَشَغَلَتْ عَائِشَةُ بِلالاً بِأَمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ، حَتَّىٰ أَصْبَحَ جِدّاً، فَقَامَ بِلالٌ فآذَنَهُ بالصَّلاةِ، وتَابَعَ أذَانَهُ، فَلَم يَخرُجْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا خَرَجَ صَلَّىٰ بِالنَّاسِ، فَأَخبَرَهُ أَنَّ عائِشَةَ شَغَلَتْهُ بِأَمْرٍ سَأَلَتهُ عَنْهُ حَتَّىٰ أَصبَحَ جِدّاً، وَأَنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيهِ بِالخُرُوجِ، فَقَالَ ــ يَعْني النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: «إنِّي كُنْتُ رَكَعْتُ رَكْعَتَي الفَجْرِ» فقالَ: يا رسولَ الله، إنَّكَ أَصْبَحْتَ جِدّاً، قَالَ: «لَوْ أصْبَحْتُ أَكْثَرَ مِمَّا أصبَحتُ، لَرَكَعْتُهُما، وَأحْسَنْتُهُمَا، وَأَجْمَلْتُهُمَا». رواه أبو داود بإسناد حسن.

غريب الحديث:

ليؤذنه: أي ليعلمه.

هداية الحديث:

1) الترغيب في أداء ركعتي الفجر ولو ضاق الوقت، لتأكّدها وحرص النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم علىٰ إقامتها.

2) الهدي النبوي في راتبة الفجر هو التخفيف فيها، مَعَ الإحسان والأداء التام، فمن شغله شيء من أمر الدنيا فلا يتعجل في أداء العبادة، بل يعطي كل ذي حقٍّ حقَّه.