قَالَ الله تعالىٰ: {إِنَّ فِي خَلقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضِ وَٱختِلَٰفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰت لِّأُوْلِي ٱلأَلبَٰبِ * ٱلَّذِينَ يَذكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰما وَقُعُودا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِم وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضِ} [آل عمران: 190ــ191].
1/1458 ــ وعن حذيفةَ وأبي ذرٍّ رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا أوَىٰ إلىٰ فراشه قَالَ: «باسمكَ اللهم أحْيَا وأمُوتُ». رواه البخاري.
1) التبرك باسم الله تعالىٰ عند النوم يحفظ العبد من الشرور كلها.
2) إنَّ النوم يذكّر بالموت والنشور، فيستحضر العبد إذَا أوىٰ إلىٰ فراشه حال البعث والنشور.
2/1459ــ وعن عليٍّ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ ولفاطمةَ رضي الله عنهما: «إذَا أوَيْتُمَا إلىٰ فراشِكُمَا، أوْ: إذَا أخذْتُمَا مَضَاجعَكُمَا فكَبِّرَا ثلاثاً وثلاثين، وسبِّحَا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين» وفي رواية: «التَّسبيح أربعاً وثلاثين» وفي رواية: «التَّكبيرُ أربعاً وثلاثين». متفق عليه.
1) ذكر الله تعالىٰ عند النوم بالتسبيح، والتكبير، والتحميد، الوارد في الحديث؛ يعطي الذاكر قوة في بدنه عَلَىٰ تحمّل المتاعب، وقضاء الحاجات.
2) حثُّ الرجلِ أهلَ بيته عَلَىٰ ذكر الله تعالىٰ، وربط قلوبهم بالدار الآخرة، لأن في رواية الحديث أن فاطمة رضي الله عنها أتت تشكو إلىٰ النَّبيِّ، فقال صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلُّكُمَا عَلَىٰ خيرٍ ممّا سألتُمَا؟ إذَا أوَيِتُمَا إلىٰ فراشكما» الحديث. رواه البخاري.
3/1460ــ وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذَا أوَىٰ أحَدُكُم إلىٰ فراشه فلْيَنْفُضْ فراشَهُ بداخلةِ إزَاره، فإنَّه لا يدري مَا خَلَفَهُ عليه، ثُمَّ يقولُ: باسمكَ ربِّي وَضَعْتُ جَنْبي، وبك أرْفَعُهُ، إن أمسَكْتَ نفسي فارْحَمْهَا، وإن أرسلْتَهَا فاحْفَظْهَا بما تَحْفَظُ به عبادَكَ الصالحين». متفق عليه.
داخلةِ إزاره: طرف الإزار مما يلي الجسد.
1) علامة التوفيق: ألَّا يكِلَك الله إلىٰ نفسك، وعلامة الخذلان: أن يكلك الله إلىٰ نفسك.
2) من دلائل فقه العبد: إلحاحه في الدعاء بأن يحفظه الله تعالىٰ.
3) الترغيب في استعانة العبد بربِّه في كل حال، عند نومه ويقظته، فالعبد بالله لا بنفسه.
4) يُستحب نفض الفراش على الهيئة المذكورة قبل الدخول فيه، ولو سلم من الآفات الظاهرة، اتباعاً وتعظيماً للهدي النبوي. ولأنه قد يخلفه شيء من الآفات التي لا ترى!.
4/1461 ــ وعن عائشةَ رضي الله عنها أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا أخَذَ مضجَعَهُ نَفَثَ في يَدَيْه، وقَرَأ بالمُعَوِّذات، وَمَسَحَ بهمَا جَسَدَهُ. متفق عليه.
وفي رواية لهما: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا أوىٰ إلىٰ فراشه كلَّ ليلةٍ جَمَعَ كَفَّيه، ثُمَّ نَفَثَ فيهما فَقَرأ فيهما: {قُل هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} و{قُل أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلفَلَقِ} و{قُل أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ}، ثُمَّ مسحَ بهما مَا اسْتطاعَ من جسده، يبدأ بهما عَلَىٰ رأسه ووجهه، وما أقبَلَ من جَسَده، يفعَلُ ذلك ثلاث مرَّات. متفق عليه.
قال أهل اللغة: «النفث» نفخ لطيف بلا ريق.
1) قراءة المعوذات، مَعَ النفث، ومسح ما أقبل من الجسد ثلاث مرات، كل ذلك من هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الثابت عند النوم.
2) للقرآن تأثير عظيم في حفظ الجسد بإذن الله تعالىٰ، فهو شفاء للقلوب والأبدان.
3 ) تعاطي جملة الأسباب المعينة على السلامة، وهي: القراءة، والنفث، والمسح، مع التكرار.
5/1462ــ وعن البراء بن عازب رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إذَا أتَيْتَ مضْجَعَكَ فَتَوضَّأ وضُوءَكَ للصَّلاة، ثُمَّ اضطَجعْ عَلَىٰ شقِّك الأيمَن، وقُل: اللهم أسْلمْتُ نفسي إليكَ، وفَوَّضْتُ أمْري إليكَ، وألجأتُ ظهري إليكَ، رغبةً ورهبةً إليكَ، لا مَلجأَ ولا مَنجىٰ منك إلَّا إليك، آمنتُ بكتابِكَ الذي أنزلْتَ، وبنَبيِّك الذي أرسلْتَ، فإنْ متَّ متَّ عَلَىٰ الفطرَة، واجْعَلْهُنَّ آخرَ مَا تَقُولُ». متفق عليه.
1) تحري الوضوء قبل النوم، والاضطجاع عَلَىٰ الشق الأيمن، وجعل هذا الدعاء من آخر الأذكار، فيه موافقة لسُنّته عليه الصلاة والسلام.
2) من حافظ عَلَىٰ ذلك الهدي يُرجىٰ لَهُ أن يموت عَلَىٰ فطرة التوحيد.
6/1463ــ وعن أنس رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا أوَىٰ إلىٰ فراشه قَالَ: «الحَمْدُ لله الذي أطْعَمَنا وسَقَاناَ، وكَفَانا وآوَانا، فَكم ممَّن لا كافيَ لَهُ ولا مُؤْوي». رواه مسلم.
1) اعتراف العبد بنعمة ربِّه عليه يستوجب أن يحمده عَلَىٰ نعمه كلها.
2) استشعار النعمة العظيمة في الكفاية والمأوىٰ، فكم من أناس حُرموا هذه النعمة؟ فالنعم يجب أن تُقابَل بالشكر حتىٰ تدوم وتكثر.
7/1464ــ وعن حذيفةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا أرَادَ أن يَرْقُدَ وَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَىٰ تحتَ خَدِّه، ثُمَّ يقُولُ: «اللّهم قِنِي عَذَابَكَ يومَ تَبْعَثُ عبَادَكَ». رواه الترمذي وقال حديث حسن. ورواه أبو داود من رواية حفصة رضي الله عنها وفيه: أنه كان يقوله ثلاث مرات.
1) إن وضع اليد اليمنىٰ تحت الخد الأيمن أدب نبوي من آداب النوم.
2) أعظم مَا يسأل العبد ربَّه؛ أن يقيه العذاب، لأن من وُقي عذاب الله، فقد فاز ونجح.
كتاب الدّعوات