1/1496ــ عن أسامةَ بنِ زيدٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن صُنعَ إليه معرُوفٌ، فقال لفَاعِلِه: جَزَاكَ اللهُ خيراً، فقد أبلَغَ في الثَّناء». رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
1) الحث علىٰ مكافأة صانعي المعروف، كلٌّ بحسب قدرته.
2) البشارة بأن الجزاء من الله _عز وجل_ أعظم وأوفىٰ من جزاء العباد.
2/1497ــ وعن جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَدْعُوا علىٰ أنْفُسِكُم، ولا تدعُوا علىٰ أولادِكُمْ، ولا تَدْعُوا علىٰ أمْوالِكُمْ، لا تُوافقُوا من الله ساعةً، يُسألُ فيها عطاءً فَيسْتجيبَ لكُم». رواه مسلم.
1) النهي عن الدعاء علىٰ الأنفس، أو الأولاد، أو الأموال، فهذا من رحمة الله _عز وجل_ بعباده.
2) الدعاء بالشر والهلاك نوع من الاعتداء في الدعاء، والله تعالىٰ يقول: {إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلمُعتَدِينَ} [الأعراف: 55].
3/1498ــ وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أقرَبُ ما يكُونُ العَبْدُ من ربِّه وهُوَ ساجدٌ، فأكثرُوا الدُّعاءَ». رواه مسلم.
1) السجود من مواطن إجابة الدعاء، لأنه حال افتقار وذل، إلى الغني العزيز، فعلىٰ العبد أن يكثر الدعاء حال سجوده.
2) حرص النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم علىٰ تعليم أمته جوامع الخير وأبوابه. فالزمِ السُّنَّة، فإنها سفينة النجاة. وأخذها بركة، وتركها حسرة.
4/1499 ــ وعنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يُستَجَابُ لأحَدِكُم ما لمْ يَعْجَلْ، يقولُ: قَدْ دَعَوْتُ ربِّي، فلمْ يُسْتَجَبْ لي». متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: «لا يزالُ يُستجابُ للْعَبد مَالم يَدعُ بإثمٍ، أوْ قَطيعَةِ رَحمٍ، مَا لَمْ يَسْتعجلْ» قيلَ: يا رَسُولَ الله، ما الاسْتعجَالُ؟ قَالَ: «يقولُ: قَدْ دَعَوْتُ، وقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أرَ يَسْتَجيبُ لي، فَيَسْتَحْسرُ عندَ ذلك، وَيَدَعُ الدُّعاءَ».
يستحسر: ينقطع.
1) من موانع إجابة الدعاء: الاستعجال، والدعاء بالإثم، والضجر، وترك الدعاء.
2) من فقه الدعاء: عدم الملل، وعلىٰ العبد أن يلح بدعاء ربَّه وهو موقن بالإجابة.
5/1500 ــ وعن أبي أمامةَ رضي الله عنه قَالَ: قيلَ لرسُول الله صلى الله عليه وسلم: «أيُّ الدُّعاء أسْمَعُ؟ قَالَ: جوْفَ اللَّيْلِ الآخرِ وَدُبُرَ الصَّلَواتِ المَكْتُوبَاتِ». رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
أسمع: أقرب إجابة.
جوف الليل: عند التنزل الإلهي في الثلث الأخير من الليل.
دبر الصلوات: آخر الصلاة قبل السلام.
1) فضل وقت الأسحار علىٰ باقي الليل، لأنه أولىٰ بإجابة الدعاء. فعلىٰ العبد أن يتحرّىٰ لدعائه المكان والزمان المناسبَيْن، فإن هذا من أسباب استجابة الدعاء.
2) اغتنام الدعاء قبل الانصراف من الصلوات، لأن العبد عندئذٍ مقبل على ربه، فحري أن يُستجاب له.
6/1501ــ وعن عبادةَ بنِ الصَّامتِ رضي الله عنه قَالَ: «مَا علىٰ الأرْض مُسلِمٌ يَدْعو اللهَ تَعَالىٰ بدَعْوةٍ إلَّا آتاهُ الله إيَّاهَا، أو صَرَفَ عَنْهُ منَ السُّوء مثْلَهَا. ما لم يَدْعُ بإثْم، أوْ قطيعَة رحم». فقال رجلٌ من القوم: إذاً نُكْثِرُ، قَالَ: «اللهُ أكْثَرُ». رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، ورواه الحاكم من رواية أبي سعيد وزاد فيه: «أو يدّخر له من الأجر مثلها».
1) للمسلم في دعائه إحدىٰ ثلاث خصال:
أ ــ الإجابة بما دعا.
ب ــ التأخير ودفع البلاء عنه بقدرها.
ج ــ ادخارها ليوم القيامة فيثيبه ربُّه عليها.
2) استحباب السؤال الكثير، فإن الله لا يتعاظمه شيء، ولا يُنقص خزائنهَ مسألةُ العباد.
«الله يغضبُ إنْ تركتَ سؤالَهُ وبُنَيَّ آدم حين يُسألُ يغضبُ»
7/1502ــ وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَان يقولُ عندَ الكَرْب: «لا إلهَ إلَّا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ العَرْشِ العظيمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ السماواتِ، وربُّ الأرضِ، وربُّ العَرْشِ الكريمِ». متفق عليه.
1) استحباب المسألة بهذا الدعاء النبوي عند الشدائد والكروب.
2) وجوب إقامة التوحيد في قلوبنا وحياتنا، فهو المنجي لنا من جميع الشرور، وعلىٰ قدر تعظيم التوحيد في قلب العبد، يكون حفظ الله له أتم وأوكد. ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾.