قالَ الله تَعَالىٰ: {وَلَا تَجَسَّسُواْ} [الحجرات: 12] ، وقالَ تَعَالىٰ: {وَٱلَّذِينَ يُؤذُونَ ٱلمُؤمِنِينَ وَٱلمُؤمِنَٰتِ بِغَيرِ مَا ٱكتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحتَمَلُواْ بُهتَٰنا وَإِثما مُّبِينا} [الأحزاب: 58].
التجسس: تتبع عيوب الناس، والسعي في كشفها.
1) النهي عن تتبع عورات المسلمين، لأنه من الكبائر.
2) إن قصد الاستماع لحديث الناس ــ وهم كارهون ــ من الأذية العظيمة التي نهىٰ الله تعالىٰ عنها.
1/1570 ــ وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ، وَلا تَحَسَّسُوا، وَلا تَجَسَّسُوا، وَلا تنَافَسُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ الله إِخْوَاناً كَمَا أَمَرَكُمُ. المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَىٰ ههُنا، التَّقْوَىٰ ههنا» وَيُشِيرُ إلىٰ صَدْرِهِ «بِحَسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسلِمِ عَلىٰ المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَعِرْضُهُ، وَمَالُهُ، إنَّ اللهَ لا يَنْظُرُ إلىٰ أَجْسَادِكُم، وَلا إلىٰ صُوَرِكُمْ، ولكِنْ يَنْظُرُ إلىٰ قُلُوبِكُم وأَعْمَالِكُمْ».
وفي روايةٍ: «لا تَحَاسَدُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَجَسَّسُوا، وَلا تَحَسَّسُوا، وَلا تَنَاجَشُوا، وَكُونُوا عِبَادَ الله إخْوَاناً».
وفي روايةٍ: «لا تَقَاطَعُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ الله إخْوَاناً».
وفي روايةٍ: «لا تَهَاجَرُوا، وَلا يَبعْ بَعْضُكُم عَلَىٰ بَيْعِ بَعْضٍ».
رواه مسلم بكلِّ هذه الروايات، وروىٰ البخاريُّ أكثَرَها.
لا تحسسوا: التحسس: أن يطلب الخبر لنفسه، وقيل معناه: الاستماع لحديث قوم وهم كارهون.
يخذله: يترك نصرته وإعانته.
التناجش: الزيادة في سعر السلعة ليوهم غيره ويخدعه.
1) التحذير الشديد من الوقوع في دماء المسلمين، وأعراضهم، وأموالهم.
2) تحريم التجسس والتحسس وكل ما يفرق بين المؤمنين.
3) صلاح الأعمال من صلاح القلوب والنيات، فاحرصْ علىٰ دوام الإخلاص في جميع أقوالك، وأفعالك، وأحوالك.
2/1571 ــ وعن مُعاويةَ رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقُولُ: «إنَّكَ إن اتَّبعْتَ عَوْرَاتِ المُسْلمينَ أفْسَدْتَهُمْ، أوْ كدْتَ أن تُفْسدَهُم». حديثٌ صحيحٌ رواهُ أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ.
1) التحذير من التجسس علىٰ عورات المسلمين، فإنه سبب في انتشار الفساد بينهم.
2) من محاسن الشريعة الإسلامية أنها حذّرت من كل ما يجلب الفساد بين المسلمين.
3/1572 ــ وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّهُ أُتيَ برَجُلٍ، فقيلَ لهُ: هذا فُلانٌ تَقْطُرُ لحيَتُهُ خَمراً، فقال: إنَّا قَدْ نُهينَا عَن التَّجَسُّس، ولكنْ إن يَظهَرْ لَنَا شيءٌ نأخُذْ به. حديثٌ حسنٌ صحيح.
رواه أبو داود بإسنادٍ علىٰ شرط البخاري ومسلم.
1) من جاء بدعوىٰ علىٰ غيره ــ متجسساً عليه فيها ــ فإنه لا تقبل دعواه.
2) الحث علىٰ الستر علىٰ صاحب المعصية، غير المجاهر بها، حتىٰ يتوب منها.