اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

273 ــ باب تحريم احتقار المُسلمين

قالَ الله تَعَالىٰ: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسخَر قَوم مِّن قَومٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيرا مِّنهُم وَلَا نِسَآء مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيرا مِّنهُنَّ وَلَا تَلمِزُوٓاْ أَنفُسَكُم وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلأَلقَٰبِ بِئسَ ٱلِٱسمُ ٱلفُسُوقُ بَعدَ ٱلإِيمَٰنِ وَمَن لَّم يَتُب فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ} [الحجرات: 11]، وقالَ تَعَالىٰ: {وَيل لِّكُلِّ هُمَزَة لُّمَزَةٍ} [الهمزة: 1].

هداية الآيات:

1) تحريم السخرية بالمسلمين واحتقارهم، فذلك ينافي مقتضيات الإيمان.

2) علىٰ العباد دوام التوبة إلىٰ الله من الأقوال والأفعال المتضمنة للسخرية بأهل الإيمان، لأنها محبطة للأعمال.

1/1574 ــ وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بحَسْبِ امْرئٍ منَ الشَّرِّ أن يُحَقِّرَ أخَاهُ المُسلمَ».

رواه مسلم، وقد سبق قريباً بطوله.

هداية الحديث:

1) شدة التحذير من احتقار المسلم أخاه المسلمَ، فذلك سبب لتفكك الرابطة الأخوية بين المسلمين.

2) التحذير من الإثم العظيم في احتقار المسلم، فقد جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم علامةً علىٰ عِظَم الشّرّ.

2/1575ــ وعن ابن مسعود رضي الله عنه عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كانَ في قَلْبه مثْقَالُ ذرَّة منْ كِبْرٍ» فقالَ رجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحبُّ أن يكونَ ثَوْبُهُ حَسَناً، ونَعْلُهُ حَسَنَةً، فقال: «إنَّ اللهَ جميلٌ يُحبُّ الجَمَالَ، الكبرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ». رواه مسلم.

ومعنىٰ «بَطَرُ الحَقِّ»: دَفْعُه، «وغَمْطُهُم»: احْتِقَارُهُمْ، وقد سبق بيانُهُ أوضحَ من هذا في (باب الكِبرِ).

هداية الحديث:

1) الكِبْرُ من أسوء الأخلاق، فهو يُردي صاحبه في نار جهنم، ويمنع من دخول الجنة.

2) إنّ قَبول الحق، والتواضع للخلق، من صفات المؤمنين.

3) الترغيب في التعليم، بالسؤال عما يُشْكِل، فمن صعبت عليه مسألة فَلْيسأل عنها أهل العلم.

3/1576ــ وعن جندُب بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قَالَ رجلٌ: واللهِ لا يغْفرُ اللهُ لفُلانٍ، فقال اللهُ _عز وجل_: مَنْ ذا الذي يَتَألَّىٰ عليَّ أن لا أغْفر لفُلانِ! إنِّي قد غَفَرْتُ لَهُ، وأحْبَطْتُ عَمَلَكَ». رواه مسلم.

غريب الحديث:

يتألىٰ: يحلف علىٰ الله تعالىٰ.

هداية الحديث:

1) بيان سعة رحمة الله _عز وجل_ ومغفرته لعباده.

2) إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يخسر بها آخرته، فاحرصْ يا أخي علىٰ تدبر الكلام قبل أن ينطق به لسانُك.