1/1631ــ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم المُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالمُتَرجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ»
وفي روايةٍ: «لَعَنَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم المُتَشَبِّهِين مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ». رواه البُخاري.
2/1632ــ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ يَلْبِسُ لِبْسَةَ المَرْأَةِ، وَالمَرأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ». رواهُ أبو داود بإسناد صحيح.
المخنثين: جمع مخنَّث، وهو من يتشبه بالنساء في حركاته ولباسه وكلامه.
المترجلات: جمع مُتَرَجِّلة، وهي المرأة المتشبهة بالرجال في حركاتها ولباسها وكلامها.
1) تحريم تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال، فهو من كبائر الذنوب لورود اللعن فيه.
2) الحديث الثاني مثال للتشبه في اللباس، وإلا فالتشبه المنهي عنه عام فيما يختص به كل جنس، كالحركات، واللباس، والكلام، والهيئات.
3/1633ــ وعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ المَائِلَةِ، لاَ يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا». رواه مسلم.
معنىٰ «كاسِيَات» أَيْ: مِنْ نِعْمَةِ الله. «عَارِيَاتٌ» مِنْ شُكْرِها. وَقِيلَ: مَعناهُ: تَسْتُرُ بَعْضَ بَدَنِهَا، وتكْشِفُ بَعْضَهُ إظْهَاراً لِجَمَالِهَا وَنَحْوِهِ. وَقِيلَ: تَلْبَسُ ثَوْباً رَقِيقاً يَصِفُ لَوْنَ بَدَنِهَا. وَمَعْنَىٰ «مَائِلاتٌ» قِيلَ:عَنْ طَاعَةِ الله تعالىٰ ومَا يَلْزَمُهُنَّ حِفْظُهُ. «مُمِيلاَتٌ»: أَيْ: يُعَلِّمْنَ غَيْرَهُنَّ فِعْلَهُنَّ المَذْمُومَ، وقِيلَ: مَائِلاتٌ يَمْشِينَ مُتبَخْتِرَاتٍ، مُمِيلاَتٍ لأكْتَافِهِنَّ، وَقِيلَ: مَائِلاَتٌ يَمْتَشِطْنَ المِشْطَةَ المَيْلاَءَ: وَهِيَ مِشْطَةُ الْبَغَايَا. و«مُمِيلاَتٌ»: يُمَشّطْنَ غَيْرَهُنَّ تِلْكَ المِشْطَةَ. «رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ» أَيْ: يُكَبِّرْنَهَا وَيُعَظِّمْنَهَا بِلَفِّ عِمَامَةٍ أَوْ عِصَابَةِ أَوْ نَحْوِه.
1) تحذير المسلمات ألَّا يَكُنَّ أداةً للفتنة والسقوط، بل الواجب عليهنَّ التمسك بالحجاب الشرعي، فهو من أسباب حفظهن من شياطين الإنس والجن.
2) دعوة الشريعة إلىٰ حفظ أعراض المسلمين من الفتن.
3) إظهار دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، وأنه لا ينطق عن الهوىٰ؛ فقد تحقق ما أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن في زمانه.