قال الله تعالىٰ: {وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ} [الكهف: 28].
1) تسليةُ الضعيف في بدنه، أو عقله، أو ماله، أو غير ذلك مما يعدّه الناس ضعفاً؛ أن يكون قوياً بما عند الله _عز وجل_ من الأجر والثواب.
2) بيان هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مع ضَعَفَةِ المسلمين وفقرائهم؛ فهو معهم يجالسهم، ويقضي حوائجهم.
1/252 ــ عن حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ رضي الله عنه قال: سمعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيف مُتـَضَعَّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَىٰ الله لأبَرَّهُ. أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتكْبِرٍ». متفق عليه.
«الْعُتُلُّ» الْغَلِيظُ الجَافِي. «وَالجَوَّاظُ» بفتح الجيم وتشدِيدِ الواوِ وبِالظاءِ المعجمة: وَهُوَ الجَمُوعُ المَنُوعُ، وَقيلَ: الضَّخْمُ المُخْتَالُ في مِشْيَتِهِ، وَقيلَ: الْقَصِيرُ الْبَطِينُ.
متضَعَّف: بفتح العين المشددة، أي: يستضعفه الناس ويحتقرونه ويفتخرون عليه.
لأبرّه: أي لو حلف طمعاً في كرم الله لحصل له ما أقسم عليه.
المستكبر: هو الذي جمع بين وصفَيْن ذميمين: غمط الناس: يعني احتقارهم، وبطر الحق: يعني ردّه.
1) من علامات أهل الجنة والدار الآخرة أنهم لا يهتمون بما يفوتهم من حظ الدنيا، إن جاءهم نصيب الدنيا قبلوه، وإن فاتهم شيء تركوه.
2) من علامات أهل النار الاستكبار والتفاخر. فليحذر العبد أوصافَ المعذَّبين.
3) إنّ مِن عباد الله مَن لو أقسم علىٰ الله لأبره ثقةً ورجاءً لما عند الله _عز وجل_.
2/253 ــ وعن أبي العباس سهلِ بنِ سعدٍ الساعدِيِّ رضي الله عنه قال: مَرَّ رجُلٌ علىٰ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فقال لرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ: «مَا رَأْيُكَ في هذَا؟» فقال: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ، هذَا وَاللهِ حَريٌّ إنْ خَطَبَ أنْ يُنكَحَ، وَإنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ. فَسَكَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا رَأْيُكَ في هذَا؟» فقال: يا رسولَ الله، هذا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ، هذَا حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أَنْ لا يُنْكَحَ، وَإنْ شَفَعَ أَنْ لا يُشَفَّعَ، وَإنْ قَالَ أَنْ لا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلِ هذَا». متفقٌ عليه.
قوله: «حَرِيٌّ » هو بفتحِ الحاءِ وكسر الراءِ وتشديد الياءِ: أيْ حَقِيقٌ. وقوله: «شَفَعَ» بفتح الفاءِ.
يُنكح: يُزَوَّج.
1) الرجل قد تكون له المنزلة العالية في الدنيا، ولكنه ليس له قدر عند الله تعالىٰ.
2) العبرة بحقائق الأعمال وبما في القلوب من الإيمان، وليس بصور الأجسام.
3/254ــ وعن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «احْتَجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، فقالتِ النَّارُ: فِيَّ الجَبَّارُونَ وَالمُتكَبِّرُونَ، وَقَالَتِ الجنَّةُ: فِيَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَمَسَاكِينُهُمْ، فَقَضَىٰ اللهُ بَيْنَهُمَا: إنَّكِ الجَنَّةُ رَحْمَتِي، أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَإِنَّكِ النَّارُ عَذَابِي، أُعَذِّب بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكِلَيْكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا». رواه مسلم.
احتجت الجنة والنار: تخاصمت الجنة والنار.
إنك الجنة رحمتي: يعني أنها الدار المخلوقة التي نشأت من رحمة الله، وأما رحمة الله تعالىٰ التي هي صفة من صفاته فليست مخلوقة.
1) وجوب الإيمان بهذه الأمور الغيبية، وإن استبعدتها العقول، فإن المؤمن يسلّم لأمر الله تعالىٰ وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
2) فضل الله سبحانه وتعالىٰ ورحمته أوسع من غضبه، فالله _عز وجل_ أوجب علىٰ نفسه أن يملأ الجنة والنار، لكن رحمته سبقت غضبه.
3) الفقراء والضعفاء هم أهل الجنة؛ لأنهم في الغالب هم الذين ينقادون للحق، والجبارون أهل النار؛ مُستكبرون عن الحق لا ينقادون له.
4/255 ــ وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ السَّمِينُ الْعَظِيمُ يَومَ الْقِيَامَةِ لا يَزِنُ عِنْدَ الله جَنَاحَ بَعُوضَةٍ». متفق عَلَيْهِ.
1) إثبات الوزن يوم القيامة، وهو وزن عدل ليس فيه ظلم.
2) التحذير من كون الإنسان لا يهتم إلا بتنعيم جسده، والواجب علىٰ العبد أن يهتم بتنعيم قلبه بالعلم والإيمان، وإذا نُعّم القلب نُعّم البدن.
سببُ إدراج الحديث في باب (فضل ضعفة المسلمين والفقراء الخاملين) لأنَّ الغالب في السمنة أَنْ تأتي من البطنة، أي كثرة الأكل، وكثرة الأكل تدل أحياناً علىٰ كثرة المال والغنى، وحال البطر والأشر، وكفر النعمة، ونسيان ضعفة المسلمين.
ما الذي يُوزَن في الميزان؟
ظاهر الحديث أن الذي يُوزَن هو (الإنسان)، وأنه يخف ويثقل بحسب أعماله، وقال بعض العلماء: بل الذي يُوزَن (صحائف الأعمال)، لحديث البطاقة: «فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فتُوضَع البطاقة في كفة»، وقال آخرون: بل الذي يُوزَن (العمل)، لقول الله تعالىٰ: {وَنَضَعُ ٱلۡمَوَٰزِينَ ٱلۡقِسۡطَ لِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ} الآية. وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «كلمتان ثقيلتان في الميزان»، فجعل الوزن للعمل، ولا تعارض بين هذه الأقوال؛ فيمكن أن يُوزَن الجميع، أي يُوزَن العمّال، وتُوزَن الصحائف، والأعمال. والله أعلم.
5/256 ــ وعنه أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ المَسْجِدَ، أَوْ شَابّاً، فَفَقَدَهَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ عَنْهَا أَوْ عَنْهُ، فقالوا: مَاتَ. قال: «أفلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُوني». فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا، أَو أمْرَهُ، فقال: «دُلُّوني عَلَىٰ قَبْرِهِ» فَدَلُّوهُ فَصلَّىٰ عَلَيْهَا، ثُمَّ قال: «إنَّ هذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَىٰ أهْلِهَا، وَإنَّ اللهَ تعالىٰ يُنـَوِّرُهَا لهُمْ بصَلاتِي عَلَيْهِمْ». متفقٌ عليه.
قوله: «تَقُمُّ» هو بفتحِ التَاءِ وَضَمِّ الْقَافِ: أَيْ تكْنُسُ. «وَالْقُمَامَةُ»: الْكُنَاسَةُ. «وآذَنْتُموني» بِمَد الهَمْزَةِ: أَيْ: أَعْلَمْتُمُونِي.
1) تعظيم قدر المؤمنين بحسب أعمالهم؛ فكل من يعمل خيراً فهو علىٰ خير.
2) استحباب تنظيف المساجد وإزالة القمامة عنها، دون زخرفتها وتنقيشها، بما يشوّش المصلين ويشغلهم.
3) بيان أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، ولهذا قال: «دُلُّوني علىٰ قبرها». فإذا كان لا يعلم الشيء المحسوس القريب منه، فالغائب من باب أولى!.
4) حُسن رعاية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه، فكان يتفقدهم ويسأل عنهم.
6/257 ــ وعنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ مَدْفُوعٍ بالأبْوَابِ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَىٰ الله لأبَرّه». رواه مسلم.
7/258ــ وعن أسَامَةَ رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «قُمْتُ عَلَىٰ بَابِ الْجَنَّةِ، فَإذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وَأَصْحَابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ، غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إلَىٰ النَّارِ. وَقُمْتُ عَلَىٰ بَابِ النَّارِ فَإذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ». متفق عليه.
«وَالجَدُّ» بفتحِ الجيم: الحَظُّ وَالْغِنى. وقوله: «مَحْبُوسُونَ» أَيْ: لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ بَعْدُ فِي دُخُول الجَنَّةِ.
أشعث: يعني منفوش الشعر، ليس عنده ما يحسن به شعره.
أغبر: يعني متغير اللون، وذلك لشدة فقره.
1) تقوىٰ الله هي الميزان؛ فمن كان لله أتقىٰ فهو عنده أكرم.
2) عامة أهل النار من النساء؛ لأنهن أصحاب فتنة، إلا من عصمها الله تعالىٰ بالتقوى.
3) علىٰ العبد أن يحترز من فتنة الغنى، فإن الغنىٰ قد يُطغي، وقد يؤدي بصاحبه إلىٰ الهلاك والفساد. فالصبر مطلوب من العبد عند الفقر وعند الغنى.
8/259ــ وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَمْ يَتكَلَّمْ في المَهْدِ إلَّا ثَلاثَةٌ: عِيسىٰ ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَاحِبُ جُرَيْج، وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلاً عَابِداً، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً فَكَان فِيهَا، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فقال: يَا رَبِّ أُمَّي وَصَلاتِي! فَأَقْبَلَ عَلَىٰ صَلاتِهِ فَانْصَرَفَتْ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فقال: أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلاتِي! فَأَقْبَلَ عَلَىٰ صَلاتِهِ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ، وَهُوَ يُصلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فقال: أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلاتِي! فأَقْبَلَ عَلَىٰ صَلاتِهِ، فَقَالَت: اللَّهم لا تُمِتْهُ حَتَّىٰ يَنْظُرَ إلَىٰ وُجُوهِ المُومِسَاتِ. فَتَذَاكَرَ بَنُو إسْرَائِيلِ جُرِيجاً وَعِبَادَتَهُ، وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا، فَقَالَتْ: إنْ شِئْتُمْ لأَفْتِنَنَّهُ، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِياً كَانَ يَأْوي إلَىٰ صَوْمَعَتِهِ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ، فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ، وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ، فقال: مَا شَأنُكُمْ ؟ قالوا: زَنَيْتَ بِهذِهِ الْبَغِيِّ فَوَلَدَتْ مِنكَ، قال: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاؤُوا بِهِ، فقال: دَعُوني حَتَّىٰ أُصَلِّيَ، فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَىٰ الصَّبيَّ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ، وَقالَ: يَا غُلامُ مَنْ أَبُوكَ؟ قال: فُلانٌ الرَّاعِي، فَأَقْبَلُوا عَلَىٰ جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِن ذَهَبٍ، قال: لا، أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلُوا. وَبَيْنَما صَبِيّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ، فَمَرَّ رَجُل رَاكِبٌ عَلَىٰ دابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ، فقالت أُمُّهُ: اللَّهم اجْعَلِ ابْنِي مثْلَ هذَا، فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إلَيْهِ فَنَظَرَ إلَيْهِ، فقال: اللَّهم لا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ أَقْبَل عَلَىٰ ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ» ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلَىٰ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحكِي ارْتِضَاعَهُ بِأُصْبُعِه السَّبَّابَةِ في فِيهِ، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا، قال: «وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا، وَيَقُولُونَ: زَنَيْتِ، سَرَقْتِ، وَهِي تَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فقالت أُمُّهُ: اللَّهم لا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إلَيْهَا، فقال: اللَّهم اجْعَلْنِي مِثْلَهَا. فَهُنَالِكَ تَرَاجَعَا الحديثَ، فقالت: مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الهَيْئَة،ِ فَقُلْتُ: اللَّهم اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتَ: اللَّهم لا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَمَرُّوا بِهذِهِ الأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ: زَنَيْتِ، سَرَقْتِ، فَقُلْتُ: اللَّهم لا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللَّهم اجْعَلْنِي مِثْلَهَا؟! قالَ: إنَّ ذلِكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّاراً، فَقُلْتُ: اللَّهم لا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَإنَّ هذِهِ يَقُولُونَ لها: زَنَيْتِ، وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقْتِ، وَلَمْ تَسْرِقْ، فَقُلْتُ: اللَّهم اجْعَلْنِي مِثْلَهَا». متفقٌ عليه.
«وَالمومِسَاتُ» بضمِّ الميمِ الأُولَى، وإسكانِ الواوِ وكسرِ الميم الثانيةِ وبالسين المهملَة، وَهُنَّ الزَّوَانِي، وَالمُومِسَةُ: الزَّانِيَةُ. وقوله: «دَابَّةٌ فَارِهَةٌ» بِالْفَاءِ: أيْ حَاذِقَةٌ نَفِيسَةٌ. «وَالشَّارَةُ» بِالشِّينِ المُعْجَمَةِ وَتَخْفيفِ الرَّاءِ: وَهِيَ الجَمَالُ الظَّاهِرُ في الهَيْئَةِ وَالمَلْبَسِ. وَمَعْنَىٰ «تَرَاجَعَا الحديث» أيْ: حَدَّثَتِ الصَّبِيَّ وَحَدَّثَهَا، والله أعلم.
الصومعة: البناء المرتفع المحدد أعلاه، وهو مكان تعبد للرهبان.
بغي: زانية تتعاطىٰ الزنىٰ.
1) صبر هذا العابد ـ جريج ـ حين لم ينتقم لنفسه، بل رضي بالقناعة، وأن يكون مع الضعفاء والفقراء.
2) العبد إذا تعرّف علىٰ الله تعالىٰ في الرّخاء عرفه في الشدة، فالصادق في إيمانه لا تضرّه الفتن، ومن رحمة الله أن يجعل لأوليائه عند ابتلائهم مخارج، وإنما يتأخر ذلك تهذيباً وزيادة لهم في الثواب.
3) حرص العبد أن يكون مع عامة الناس دون المتكبرين الجبارين.
4) الترغيب في إيثار إجابة الأم علىٰ صلاة التطوع.
5) من فقه العبد أن يفزع إلىٰ الصلاة عند زول الشدائد.