قال الله تعالىٰ: {وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} [الحجر: 88] ، وقال تعالىٰ: {وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ} [الكهف: 28] ، وقال تعالىٰ: {فَأَمَّا ٱلۡيَتِيمَ فَلَا تَقۡهَرۡ * وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ} [الضحى: 9 ـ 10] ، وقال تعالىٰ: {أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ * فَذَٰلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلۡيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} [الماعون: 1ــ3 ].
1) الحضّ علىٰ الإحسان إلىٰ المنكسرة قلوبهم، ومن فقدوا المعيل، كالأيتام والأرامل وغيرهم.
2) إن العناية بالفقراء بمواساتهم، وإطعامهم، وقضاء حوائجهم، هي من خصال أهل الإيمان.
3) الحثّ علىٰ الصبر مع ضعفة المسلمين، وخفض الجناح لهم والتواضع معهم.
1/260ــ وعن سعد بن أبي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ نَفَرٍ، فقال المُشْركُونَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: اطْرُدْ هؤُلاء لا يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا، وَكنْتُ أنا وَابْنُ مَسْعُودٍ وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ وَبِلالٌ وَرَجُلانِ لَسْتُ أُسَمِّيهِمَا، فَوَقَعَ في نَفْسِ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقَعَ، فَحَدَّثَ نَفسَهُ، فَأَنْزَلَ الله تعالىٰ: {وَلَا تَطۡرُدِ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُ} [الأنعام: 52] رواه مسلم.
لا يجترئون علينا: أي: لئلا يحصل منهم الجرأة علينا.
فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي من طرد أولئك عنه.
1) علىٰ العبد أن يكون جلساؤه من أهل الخير والرغبة في الطاعة، وألَّا يجلس مع الأكابر والأشراف الذين وصْفُهم التكبر والتعالي.
2) الإخلاص لوجه الله تعالىٰ هو الميزان الذي يُقبَل به عمل العبد، أو يُرَدّ؛ فالله تعالىٰ ينظر إلىٰ إخلاص العبد وعمله، لا إلىٰ صورته وشكله.
2/261 ــ وعن أبي هُبـَيْرَةَ عَائِذِ بن عَمْرٍو الـمُزَنيّ، وَهُوَ مِنْ أهلِ بَيعَةِ الرِّضْوَانِ، رضي الله عنه، أَنَّ أبا سُفْيَانَ أَتَىٰ عَلَىٰ سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلالٍ في نَفَرٍ، فقالوا: مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ الله مِنْ عَدُوِّ الله مَأْخَذَهَا، فقال أبُو بكْرٍ رضي الله عنه : أَتَقُولُونَ هذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ ؟ فَأَتَىٰ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخبَرَهُ، فقال: «يَا أبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ؟ لَئِنْ كُنْت أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضبْتَ رَبَّكَ»، فَأَتَاهُمْ فقال: يَا إخْوَتَاهُ، أغْضَبْتكُمْ ؟ قالوا: لا، يَغْفِرُ اللهُ لَكَ يَا أُخيَّ. رواه مسلم.
قولُهُ «مَأْخَذَهَا» أَيْ: لَمْ تَسْتَوْفِ حَقَّهَا مِنْهُ. وقولُهُ: «يَا أُخيَّ» رُوِي بفتحِ الهمزةِ وكسر الخاءِ وتخفيفِ الياءِ، ورُوِي بضم الهمزة وفتحِ الخاء وتشديد الياءِ.
1) لا يجوز للعبد أن يترفع علىٰ الفقراء والمساكين، ومن ليس لهم قيمة معتبرة في عرف الناس؛ لأن القيمة الحقيقية هي قيمة الإنسان عند الله تعالىٰ.
2) إظهار ورع أبي بكر رضي الله عنه، وحرصه علىٰ إبراء ذمته. فالواجب علىٰ العبد إذا اعتدىٰ علىٰ أحد بقول أو فعل أو غير ذلك أن يستحله في الدنيا، قبل أن يُقتص منه في الآخرة.
مناسبة الحديث في هذا الباب، أن سلمان وصهيباً وبلالاً ــ رضي الله عنهم ــ كلهم من الموالي، فيجب الرفق بهم، والإحسان إليهم، ولذلك دافع عنهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «يا أبا بكر لعلك أغضبتهم».
3/262 ــ وعن سهل بن سعدٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا وَكَافلُ الْيَتِيمِ في الجَنَّةِ هكَذَا» وَأَشَارَ بِالسَّبـَابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا، رواه البخاري.
وَ«كَافِلُ اليَتِيم»: الْقَائِمُ بِأُمُورِهِ.
4/263 ــ وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ في الجَنَّةِ». وَأشَارَ الرَّاوي وَهُوَ مَالِكُ بْن أنَسٍ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «الْيَتِيمُ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ» مَعْنَاهُ: قَرِيبُهُ، أَوْ الأَجْنَبيُّ مِنْهُ، فَالْقَرِيبُ مِثْلُ أَنْ تكْفُلَهُ أُمُّهُ أَوْ جَدُّهُ أَوْ أَخُوهُ أَوْ غَيْرُهُمْ مِنْ قَرابَتِهِ، والله أعْلَمُ.
السبابة: الأصبع التي بين الوسطىٰ والإبهام، وتُسمىٰ السبابة؛ لأن الإنسان يشير بها عند السبّ، وتُسمىٰ السبّاحة؛ لأن الإنسان يشير بها أيضاً عند التسبيح.
1) الحث علىٰ كفالة اليتيم، وكفالته تكون بالقيام بما يصلحه في دينه ودنياه.
2) بيان ثواب من قام بشؤون اليتيم وإصلاحه، فهو رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، وكفىٰ بهذا رتبة عَلِيَّة.
3) علىٰ المسكين أن يصبر وينتظر الفرج من الله، وألاّ يتكفف الناس أعطوه أو منعوه؛ لأن الإنسان إذا علق قلبه بالخلق وُكِل إليهم، وإذا وُكلت إلىٰ الخلق وُكلتَ إلىٰ ضياع.
5/264 ــ وعنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّه التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلا اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ إنَّمَا المِسْكِينُ الَّذِي يَتَعَفَّفُ». متفق عليه.
وفي رواية في (الصحيحين): «لَيْسَ المِسْكينُ الَّذي يطوفُ عَلَىٰ النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَان، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرتَانِ، وَلكِنَّ المِسْكِينَ الَّذي لا يَجِدُ غنىٰ يُغْنِيه، وَلا يُفْطَنُ بِهِ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ، وَلا يَقُومُ فَيَسْأَلَ النَّاسَ».
يتعفف: يترك سؤال الناس مع فقره.
لا يفطن به: لا ينتبه له.
1) بيان صفة المسكين المحتاج حقيقة، وهو من ينتظر فرج الله تعالىٰ دون مسألة.
2) الواجب علىٰ العبد الفقير الصبر حتىٰ يأتي رزق الله تعالىٰ؛ لأن العبد إذا علّق رجاءه بالخالق كفاه الله حاجته، وإذا علّق رجاءه بالمخلوقين لم يزدد إلا فقراً وحاجة.
6/265 ــ وعنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «السَّاعِي عَلَىٰ الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ كَالمُجَاهِدِ في سَبيلِ الله» وَأَحْسَبُهُ قال: «وَكَالْقَائِمِ الَّذي لا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ الَّذي لا يُفْطِرُ». متفقٌ عليه.
لا يفتر: لا يدع القيام.
1) أجر القيام علىٰ المنقطعين والمحتاجين يعادل أجر العبادات العظيمة في الإسلام، كالجهاد في سبيل الله.
2) حثّ أهل الإيمان علىٰ التعاون فيما بينهم، فالأغنياء والفقراء يكمّل بعضهم بعضاً.
7/266 ــ وعنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَليمَة؛ يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا، وَيُدْعَىٰ إلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَىٰ اللهَ وَرَسُولَهُ». رواه مسلم.
وفي رواية في (الصحيحين) عن أبي هريرةَ من قوله: «بِئْسَ الطَّعَامُ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ؛ يُدْعَىٰ إلَيْهَا الأَغْنِيَاءُ، وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ».
الوليمة: المراد بها طعام العرس.
1) الحث علىٰ دعوة الفقراء والمساكين إلىٰ الوليمة، فهم أولىٰ بها من أهل الغنىٰ والمال.
2) إجابة دعوة الوليمة واجبة؛ لأن المعصية لا تكون إلا بترك ما هو واجب، وذلك من قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: «ومن لم يجب الدعوة فقد عصىٰ الله ورسوله».
دعوة الوليمة: هي الطعام الذي يُدعىٰ الناس إليه بمناسبة الزواج حصراً.
أما شروط وجوب إجابة دعوة الوليمة:
فالشرط الأول: أن يكون الداعي مسلماً، فإن لم يكن مسلماً لم تجب الإجابة، ولكن تجوز إجابة دعوة الكافر، إذا كان في هذا مصلحة: كدعوته إلىٰ الإسلام، أو للدفاع عن الدين.
الشرط الثاني: أن يكون ماله حلالاً، فإن كان ماله حراماً فلا تجب إجابة دعوته.
الشرط الثالث: ألا يكون في الدعوة منكراً، فإن كان فيها منكراً فلا تجب الإجابة، إلا إذا كان المدعو قادراً علىٰ تغيير المنكر أو تخفيفه.
الشرط الرابع: أن يُعيِّن المدعو، أي أن يقول: يا فلان، أدعوك إلىٰ حضور وليمة العرس، فإن لم يعيِّن بأن دعا دعوة عامة، فإنه لا يجب الحضور بل يستحب.
8/267 ــ وعن أنس رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّىٰ تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ» وَضَمَّ أصَابِعَهُ. رواه مسلم.
(جَارِيَتَيْنِ) أيْ: بِنْتَيْنِ.
عال: العول معناه القيام بما يُحتاج، يُقال: عالَ الرجلُ عيالَه يعولهم، إذا قام بما يحتاجون إليه من قوت وكسوة وغيرها، والعول يكون بالقيام بحاجة البدن، والقيام بحاجة الروح، فهو شامل لمؤونة البدن والروح (التربية الجسدية والقلبية).
حتىٰ تبلغا: حتىٰ تصلا سن البلوغ، بظهور علاماته المعهودة عند النساء.
1) فضل رعاية الإنسان للبنات، وذلك أن البنت قاصرة ضعيفة، والغالب أن أهلها لا يعتنون بها كالذكور.
2) علىٰ العبد أن يهتم بالأمور التي تقربه إلىٰ الله تعالىٰ، وخاصة في تربية الجيل المسلم وإعداده، وإن من أبرز أسباب ضعف الأمة الإسلامية غياب التربية الإيمانية للجيل!.
9/268ــ وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: دَخَلَتْ عَليَّ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئاً غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، فَأَخْبَرْتُهُ، فقال: «مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هذِهِ البَنَاتِ بِشَيءٍ، فَأَحْسَنَ إلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْراً من النَّارِ». متفقٌ عليه.
10/269 ــ وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: جَاءتني مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لها، فَأَطْعَمْتُها ثَلاثَ تَمرَاتٍ، فَأعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إلىٰ فِيها تَمْرَةً لتَأكُـلَهَا، فَاسْتَطعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّت التَّمْرَةَ الَّتي كَانَتْ تُريدُ أَنْ تَأكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فَأعْجَبَني شَأنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذي صَنَعَتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنَّ اللهَ قَدْ أوْجَبَ لهَا بِهَا الجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ». رواه مسلم.
من ابتلي: الابتلاء هو الاختبار أي: اختُبر وامتُحن.
فاستطعمتها: طلبت الطعام.
1) بيان ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من الإيثار؛ فإن عائشة رضي الله عنها ليس عندها إلا تمرات، ومع ذلك آثرت بها هذه المسكينة.
2) فضل من أحسن إلىٰ البنات بالمال والكسوة، وطيب الخاطر، لأنهن عاجزات قاصرات.
3) فضل العمل اليسير إذا صاحبَه صِدْقُ القلب، فالعمل القليل قد يوجب للعبد الأجر الكبير.
4) ملاطفة الصبيان والرحمة بهم من أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار.
11/270ــ وعن أبي شُرَيْحِ خُوَيْلِدِ بْن عَمْرٍو الخُزَاعِيِّ رضي الله عنه قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُـمَّ إنِّـي أُحَرِّجُ حَقَّ الضعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالمَرْأة». حديث حسن رواه النسائي بإسناد جيدٍ.
ومعنى: (أُحَرِّجُ): أُلحِقُ الحَرَجَ، وَهُوَ الإثْمُ بِمن ضَيَّعَ حَقَّهُمَا، وَأُحَذِّرُ منْ ذلِكَ تَحْذِيراً بَلِيغاً، وَأَزْجُرُ عَنْهُ زَجْراً أكِيداً.
12/271ــ وعن مُصْعَبِ بنِ سعدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ رضي الله عنهما قال: رَأَىٰ سَعْدٌ أَنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَىٰ مَنْ دُونَهُ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إلَّا بِضُعَفَائِكُمْ». رواه البخاري هكَذَا مُرْسَلاً، فَإنَّ مُصْعَبَ بن سعدٍ تَابِعِيٌّ، ورواه الحافِظُ أبو بكر الْبَرْقَانِي في صحِيحِهِ مُتَّصِلاً عن مُصْعَب عن أبيه رضي الله عنه.
13/272 ــ وعن أبي الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرٍ رضي الله عنه قال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ابْغُونِي الضُّعفَاءَ، فَإنَّمَا تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ بضُعَفَائِكُمْ». رواه أبو داود بإسناد جيد.
فضلاً: الفضل هو الزيادة، أي رأىٰ رفعة ومنزلة زائدة.
ابْغُوني: اطلبوا لي.
1) الضعفاء من المؤمنين سبب لجلب النصر علىٰ الأعداء، وجلب الرزق علىٰ العباد.
2) الرحمة بالفقراء سبب لنيل رحمة الله تعالىٰ، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ارْحمُوا مَن في الأرضِ يَرْحمْكُمْ مَن في السَّماءِ» رواه أحمد.
3) بيان شفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمته بالمستضعفين. والواجب علىٰ الموفَّق من عباد الله تعالىٰ الاقتداء برسول الله عليه الصَّلاة والسلام في أبواب الخير.