اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

95 ــ باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير

قال الله تعالىٰ: { فَبَشِّر عِبَادِ * ٱلَّذِينَ يَستَمِعُونَ ٱلقَولَ فَيَتَّبِعُونَ أَحسَنَهُ} [الزمر: 17ــ 18]، وقال تعالىٰ: {يُبَشِّرُهُم رَبُّهُم بِرَحمَة مِّنهُ وَرِضوَٰن وَجَنَّٰت لَّهُم فِيهَا نَعِيم مُّقِيمٌ} [التوبة: 21] ، وقال تعالىٰ: {وَأَبشِرُواْ بِٱلجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُم تُوعَدُونَ} [فصلت: 30] ، وقال تعالىٰ: {فَبَشَّرنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيم} [الصافات: 101]، وقال تعالىٰ: {وَلَقَد جَآءَت رُسُلُنَآ إِبرَٰهِيمَ بِٱلبُشرَىٰ} [هود: 69]، وقال تعالىٰ: {وَٱمرَأَتُهُۥ قَآئِمَة فَضَحِكَت فَبَشَّرنَٰهَا بِإِسحَٰقَ وَمِن وَرَآءِ إِسحَٰقَ يَعقُوبَ} [هود: 71]، وقال تعالىٰ: {فَنَادَتهُ ٱلمَلَٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِم يُصَلِّي فِي ٱلمِحرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحيَىٰ} [آل عمران: 39]، وقال تعالىٰ: {إِذ قَالَتِ ٱلمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَريَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَة مِّنهُ ٱسمُهُ ٱلمَسِيحُ} [آل عمران: 45] الآية، والآيات في الباب كثيرة معلومة.

فائدة:

البِشارة: سُميت بذلك لأن الإنسان إذا بُشّر بما يسرّه ظهر أثر ذلك في وجهه وبَشَرته، والبِشارة تكون في الأمور التي تسرّ في الدنيا والآخرة.

هداية الآيات:

1) يستحب للعبد أن يكون متفائلاً مستبشراً بالخير، فلا يرىٰ الدنيا أمامه مظلمة، فيستحسر ويقنط ويدع العمل. فهذا يونس عليه الصَّلاة والسَّلام يسبّح ربّه تعالىٰ وهو في بطن الحوت!.

2) يستحب للمسلم إذا حصل لأخيه خير عاجل أن يهنِّئَه به، وإذا كان خيراً آجلاً فَلْيُبشّرْه، لِيُدخلَ السرور عليه، حتىٰ يفرح وينشط وينتظر الفرج.

وأما الأحاديث:

فكثيرة جداً، وهي مشهورة في الصحيح، منها:

1/708ــ عن أبي إبراهيمَ ــ ويُقَالُ: أبو محمد، ويقال: أبو مُعَاوِيَةَ ــ عَبدِ الله بن أبي أَوْفَىٰ رضي الله عنه «أَنَّ رسولَ الله بَشَّرَ خَدِيجَةَ رضي الله عنها بِبَيْت في الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ ولا نَصَبَ». متفق عليه.

«الْقَصَبُ» هُنَا: اللُّؤلُؤُ المُجَوَّفُ. «وَالصَّخَبُ»: الصِّيَاحُ وَاللَّغَطُ. «وَالنَّصَبُ»: التَّعَبُ.

هداية الحديث:

1) بشارة لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وبيان فضيلتها، فهي من السابقات للإسلام، وأعانت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدء دعوته.

2) استحباب بشارة المؤمنين، فقد جاءت هذه البشارة مع أفضل مَلَك من الملائكة، وهو جبريل، علىٰ لسان أفضل رسول بشري، وهو محمد، عليهما الصلاة والسلام.

2/709 ــ وعن أبي موسىٰ الأشْعَرِيّ رضي الله عنه أنّهُ تَوَضَّأَ في بَيْتِهِ، ثُمَ خَرَجَ، فقال: لأَلزَمَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، وَلأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هذا، فَجَاءَ المَسْجِدَ، فَسَأَلَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالُوا: وَجَّهَ هاهُنا، قال: فَخَرَجْتُ عَلىٰ أَثرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ، حَتَّىٰ دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ حَتَّىٰ قَضَىٰ رسولُ الله حَاجَتَهُ وتَوَضَّأ، فَقُمْتُ إلَيْهِ، فَإذا هُوَ قَدْ جَلَسَ عَلىٰ بِئْرِ أَرِيسٍ، وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلاّهُمَا في البِئْرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ البَابِ، فَقُلْتُ: لأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ الله اليَوْمَ، فَجَاءَ أَبُو بكْرٍ رضي الله عنه فَدَفَعَ البَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: عَلىٰ رِسْلِكَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ: يا رَسُولَ الله، هذَا أبُو بكْرٍ يَسْتَأْذِنُ؟ فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبـَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ» فَأَقْبَلْتُ حَتَّىٰ قُلْتُ لأبِي بكر: ادْخُلْ ورَسُولُ الله يُبَشِّرُكَ بِالجَنَّةِ، فَدَخَلَ أَبـُو بَكْرٍ، فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ مَعَهُ في القُفِّ، وَدَلَّىٰ رِجْلَيْهِ في البِئْرِ كَما صَنَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَجَلَسْتُ. وقَد تَرَكْتُ أَخي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُني، فَقُلْتُ: إنْ يُرِدِ الله بِفُلانٍ ـ يُرِيدُ أَخَاهُ ـ خَيْراً يَأْتِ بِهِ، فَإذا إنْسَانٌ يُحَرِّكُ البَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟ فَقَالَ: عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فَقُلْتُ: عَلىٰ رِسْلِكَ، ثُمَّ جِئْتُ إلىٰ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: هذَا عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ؟ فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ» فَجِئْتُ عُمَرَ، فَقُلْتُ: أَذِنَ وَيُبَشِّرُكَ رَسُولُ الله بِالجَنَّةِ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ الله في القُفِّ عَنْ يَسَارِهِ، وَدَلَّىٰ رِجْلَيْهِ في البِئْرِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ: إنْ يُرِدِ الله بِفُلانٍ خَيْراً ــ يَعْني أَخَاهُ ــ يَأْتِ بِهِ، فَجَاءَ إنْسَانٌ فَحَرَّكَ البَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ، فَقُلْتُ: عَلىٰ رِسْلِكَ، وجِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ مَعَ بَلْوَىٰ تُصِيبُهُ»، فَجِئْتُ فَقُلْتُ: ادْخُلْ وَيُبَشِّرُكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِالجَنَّةِ مَعَ بَلْوَىٰ تُصِيبُكَ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ القُفَّ قَدْ مُلِىٰءَ، فَجَلَسَ وُجَاهَهُمْ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ. قَالَ سَعِيدُ بنُ المَسَيِّبِ: فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ. متفقٌ عليه.

وزادَ في روايةٍ: وَأَمَرَني رسولُ الله بِحِفْظِ البَابِ. وَفِيها: أَنَّ عُثْمَانَ حِينَ بَشَّرَهُ حَمِد الله تَعالىٰ، ثُمَّ قَالَ: اللهُ المُسْتَعَانُ.

قوله: «وَجَّهَ» بفتحِ الواوِ وتشديدِ الجيِم، أَيْ: تَوَجَّهَ. وقوله: «بِئْرِ أَرِيسٍ»: هو بفتح الهمزةِ وكسرِ الراء، وبعْدَها يَاءٌ مثَنَّاةٌ مِن تحتُ ساكِنَةٌ، ثَمَّ سِينٌ مهملَةٌ، وهو مصروفٌ، ومنهمْ مَن مَنَعَ صَرْفَهُ. «والقُفُّ» بضم القافِ وتشديدِ الفاءِ: هُوَ المَبْنِيُّ حَوْلَ البِئْرِ. قوله: «عَلَىٰ رِسْلِكَ» بكسر الراءِ علىٰ المشهور، وقيل بفتحها، أَيْ: ارْفُقْ.

غريب الحديث:

بئر أريس: يقع في بستان بالمدينة النبوية قرب قباء، وفي هذا البئر سقط خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.

هداية الحديث:

1) استحباب التبشير بالخير، كما بشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الثلاثة بالجنّة.

2) بيان فضائل أبي بكر، وعمر، وعثمان، رضي الله عنهم، فهم من أهل الجنة.

3) دخولهم علىٰ هذا الترتيب إلىٰ رسول الله أُوِّل بترتيبهم في الخلافة، وجلوسهم أُوِّل بقبورهم.

4) إخبار رسول الله عثمان رضي الله عنه بما سيصيبه، ووقوع ما أُخبر به؛ من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم.

فائدة:

قول سعيد بن المسيب ــ رحمه الله ــ: «فأوّلتها قبورهم»، مراده: اجتماع الصَّاحبَيْنِ رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم في الدفن، وانفراد عثمان رضي الله عنه عنهم في البقيع.

3/710 ــ وعنْ أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: كُـنَّا قُعُوداً حَوْلَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَمَعَنَا أَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ رضي الله عنهما في نَفَرٍ، فَقَامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ بينِ أظْهُرِنَا فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا، وَخَشِينا أَنْ يُقْتَطَعَ دُوننَا، وَفَزِعْنَا فَقُمْنَا، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَزِعَ، فَخَرَجْتُ أَبْتَغِي رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ، حَتَّىٰ أَتَيْتُ حَائِطاً للأنْصَارِ لِبَني النَجَّارِ، فَدُرْتُ بِهِ هَلْ أَجِدُ لَهُ بَاباً، فَلَمْ أَجِدْ، فَإذَا رَبِيعٌ يَدْخُلُ في جَوْفِ حَائِطٍ مِنْ بِئْرٍ خَارِجَةٍ ــ وَالرّبِيعُ: الجَدْوَلُ الصَّغِيرُ ــ فَاحْتَفَزْتُ، فَدَخَلْتُ عَلىٰ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ،فَقال: «أَبُو هُرَيْرَةَ» فَقُلْتُ: نَعَم يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «مَا شَأَنُكَ؟» قلتُ: كُنْتَ بَينَ ظَهْريْنَا، فَقُمْتَ فَأَبْطَأْتَ عَلَيْنَا، فَخَشِينَا أَنْ تُقْتَطَعَ دُونَـنَا، فَفَزِعْنَا، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَزِعَ، فَأَتَيْتُ هذَا الحَائِطَ، فَاحْتَفَزْتُ كَمَا يَحْتَفِزُ الثَّعْلَبُ، وَهؤلاءِ النَّاسُ وَرَائي، فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ» وَأَعْطَانِي نَعْلَيْهِ، فَقَالَ: «اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هاتَيْنِ، فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هذَا الحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إلهَ إلَّا الله مُسْتَيْقِناً بها قَلْبُهُ، فَبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ» وذكَرَ الحَدِيثَ بِطُولِهِ، رواه مسلم.

«الرّبِيعُ»: النَّهْرُ الصَّغِيرُ، وهُوَ الجَدْوَلُ ـ بفتحِ الجيمِ ـ كَمَا فَسّرَهُ في الحَدِيثِ. وقولُه: «احْتَفَزْتُ» رُويَ بالرَّاءِ وبالزَّايِ، ومعناهُ بالزَّاي: تَضَامَمْتُ وتَصَاغَرْتُ حَتَّىٰ أَمْكَنَني الدُّخُولُ.

غريب الحديث:

من بين أظهرنا: من بيننا.

يُقتطع دوننا: يُصاب بمكروه من عدو.

هداية الحديث:

1) البِشارة بالجنّة لمن شهد أن لا إله إلا الله موقناً بها قلبه.

2) بيان حرص الصحابة علىٰ سلامة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإحاطتهم به، ودفاعهم عنه، وعن سنته. والموفَّق من المؤمنين من اقتدىٰ بسبيل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

3) أهل التوحيد هم أولىٰ الناس بالأنبياء والصالحين، وهم أحق بالبشرىٰ من غيرهم.

4/711 ــ وعَن ابنِ شُمَاسَةَ قالَ: حَضَرْنَا عَمْرَو بنَ العاصِ رضي الله عنه وَهُوَ في سِيَاقَةِ المَوْتِ، فَبَكَىٰ طَوِيلاً، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إلىٰ الجِدَارِ، فَجَعَلَ ابْنُهُ يَقُولُ: يَا أَبَتَاهُ، أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ الله بِكَذَا؟ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ الله بِكَذَا؟ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: إنَّ أَفْضَلَ مَا نُعِدُّ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إلهَ إلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً رسُولُ الله، إنِّي قَدْ كُنْتُ عَلىٰ أَطْبَاقٍ ثَلاثٍ: لَقَدْ رَأَيْتُني وَمَا أَحَدٌ أَشَدَّ بُغْضاً لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنِّي، وَلا أَحَبَّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ قَدِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ، فَلَوْ مُتُّ عَلىٰ تِلْكَ الحَالِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَلَمَّا جَعَل الله الإسْلامَ في قَلْبِي أتَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبـَايِعْكَ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ، فَقَبَضْتُ يَدي، فقالَ: «مالك يا عَمرو؟» قلت: أَرَدْتُ أَن أَشْتَرِطَ، قالَ: «تَشْتَرِطَ بمَاذَا؟» قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لي، قَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإسْلاَمَ يَهْدِمُ ما كَانَ قَبلَهُ؟ وَأَنَّ الهِجرَةَ تَهدِمُ ما كان قَبْلَهَا؟ وَأَنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ ما كَانَ قَبْلَهُ؟» وما كان أحَدٌ أَحَبَّ إليَّ مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَلا أَجَلَّ في عَيني مِنْهُ، ومَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَملأَ عَيني مِنه إجلالاً له؟ ولو سُئِلتُ أَنْ أَصفَهُ ما أَطَقتُ؟ لأني لَم أَكن أَملأُ عَيني مِنه، ولو مُتُّ علىٰ تِلكَ الحَال لَرَجَوتُ أَن أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، ثم وَلِينَا أَشيَاءَ ما أَدري ما حَالي فِيها؟ فإذا أَنا مُتُّ فلا تَصحَبَنِّي نَائحَةٌ ولا نَارٌ، فإذا دفَنتمُوني فَشُنُّوا عليَّ التُّرَابَ شَنّاً، ثمَّ أَقِيمُوا حَولَ قَبري قَدرَ ما تُنحَرُ جَزورٌ، ويُقْسَمُ لَحْمُها، حَتَّىٰ أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ، وأَنظُرَ ماذا اُرَاجِعُ بِهِ رسُلَ ربِّي. رواه مسلم.

قوله: «شُنُّوا» رُوِيَ بِالشينِ المعجمةِ وبالمهملةِ، أي: صبُّوهُ قلِيلاً قَلِيلاً. والله سبحانه أعلم.

غريب الحديث:

أطباق ثلاث: أحوال ثلاث.

هداية الحديث:

1) إن من هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم تبشير أصحابه بالخير، ومنهم عمرو بن العاص رضي الله عنه.

2) عظم شأن الإسلام والهجرة والحج، فكلّ واحد منها يهدم ما قبله من المعاصي.

3) شدّة توقير الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله وإجلالهم إياه، فعلىٰ المسلمين وطلاب العلم أن يلزموا الأدب مع علمائهم، لأنهم ورثة الأنبياء.

4) لا يجوز اتباع الجنائز بنائحة ولا نار ولا صوت، حتىٰ ولو كان صوت ذكر لله تعالى، كتهليل أو تكبير أو قراءة قرآن.