قال الله تعالىٰ: {هَل أَتَىٰكَ حَدِيثُ ضَيفِ إِبرَٰهِيمَ ٱلمُكرَمِينَ * إِذ دَخَلُواْ عَلَيهِ فَقَالُواْ سَلَٰما قَالَ سَلَٰم قَوم مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَىٰٓ أَهلِهِۦ فَجَآءَ بِعِجل سَمِين * فَقَرَّبَهُۥٓ إِلَيهِم قَالَ أَلَا تَأكُلُونَ} [الذاريات: 24 ــ27]، وقال تعالىٰ: {وَجَآءَهُۥ قَومُهُۥ يُهرَعُونَ إِلَيهِ وَمِن قَبلُ كَانُواْ يَعمَلُونَ ٱلسَّئَِّاتِ قَالَ يَٰقَومِ هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُخزُونِ فِي ضَيفِيٓ أَلَيسَ مِنكُم رَجُل رَّشِيد} [هود: 78].
1) يُستحب لمن حُيِّيَ بتحية أن يردَّ بأحسن منها أو بمثلها، ويشمل ذلك الإحسان باللفظ وبالكيفية، فهذا من الإكرام المطلوب.
2) حسن معاملة الضيف وإكرامه من خصال الإيمان بالله واليوم الآخر.
3) من لطائف أدب الضيافة تقديم الطعام للضيف، لا أَنْ يُقدَّمَ الضيف للطعام، من قوله {فَقَرَّبَهُۥٓ إِليهم}.
1/706 ــ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ قال: «مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كانَ يُؤمِنُ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كانَ يُؤمِنُ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ». متفق عليه.
1) حثّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم علىٰ الإكرام، ويشمل ذلك كل ما يعدّه أهل الصلاح إكراماً ويتعارفون عليه.
2) إكرام الضيف يكون بالقول، أو بالفعل، أو بهما معاً.
2/707 ــ وعن أبي شُرَيْح خُوَيلدِ بنِ عمروٍ الخُزاعِيِّ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ الله يقول: «مَنْ كانَ يؤمِنُ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيفَهُ جَائِزَتَهُ» قالوا: وما جَائِزَتُهُ يارسولَ الله؟ قال: «يَومُهُ ولَيْلَتُهُ. والضِّيَافَةُ ثَلاثةُ أَيَّامٍ، فما كان وَرَاءَ ذلكَ فهو صَدَقَةٌ عليه». متفقٌ عليه.
وفي روايةٍ لمسلمٍ: «لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَن يُقِيمَ عِند أخِيهِ حتىٰ يُؤْثِمَهُ» قالوا: يا رسولَ الله، وكَيْفَ يُؤثِمُهُ؟ قال: «يقِيمُ عِنْدَهُ وَلا شَيْءَ لَهُ يَقْرِيهِ بِهِ».
1) إكرام الضيف واجب؛ وذلك لأنَّ النَّبيَّ أمر به، وجعله علامة دالة علىٰ الإيمان بالله واليوم الآخر.
2) مدة الضيافة ثلاثة أيام، وما زاد فهو صدقة وتفضل وإحسان.
3) يستحب للضيف التخفيف، حتىٰ لا يُوقعَ المضيف في الحرج، إذا لم يجد ما يقدّمه لضيفه من واجب الضيافة.
4) دعوة الشريعة إلىٰ رعاية الآداب بين المؤمنين.