قال الله تعالىٰ: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى ٱلقُلُوبِ} [الحج: 32].
1) تعظيم شعائر الله يكون في القلب والقول والجوارح.
2) كلّ ما أشعر الله بتعظيمه فهو من الشعائر الواجب احترامها، ومن ذلك الصلاة.
1/704 ــ وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله يقول: «إذا أُقِيمَتِ الصَّلاة فَلا تَأْتُوها تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تمْشُونَ، وعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتكُمْ فَأَتِمُّوا». متفقٌ عليه.
زاد مسلم في روايةٍ له: «فَإنَّ أَحَدَكُمْ إذا كانَ يَعمِدُ إلىٰ الصَّلاةِ فَهُوَ في صَلاةٍ».
1) تعظيم قدر الصلاة، ومن ذلك أن يأتي العبد إليها بأدب وخشوع وسكينة ووقار.
2) علىٰ المأموم أن يدخل مع الإمام علىٰ الحال التي يكون عليها، فما أدركه صلاّه، وما فاته أتمّه.
من أدرك جزءاً من الصلاة حصَّل قدراً من فضيلة الجماعة، لقوله: «فما أدركتم فصلُّوا»، وبذلك نعرف الخطأ الذي يقع به بعض المصلين من بقائهم وقوفاً حتىٰ يرفع الإمام إلىٰ الركعة التالية.
2/705 ــ وعن ابن عباس رضي الله عنهما أَنّهُ دَفَعَ مَعَ النَّبِيِّ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَسَمعَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَاءَه زَجْراً شَدِيداً وَضَرْباً وَصَوْتاً للإبِلِ، فَأَشَارَ بِسَوْطِهِ إلَيْهِمْ، وقال: «أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فإنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِالإيضَاعِ». رواه البخاري، وروىٰ مسلم بعضه.
«الْبِرُّ»: الطَّاعَةُ. «وَالإيضَاعُ» بِضادٍ معجمةٍ قبلها ياءٌ وهمزةٌ مكسورةٌ، وَهُوَ: الإسْراعُ.
1) التحذير من الإسراع في السير إلىٰ أماكن العبادات، خشية فوات الوقار والسكينة، ولأنه يؤدي إلىٰ التزاحم والتدافع، وإيذاء المسلمين.
2) المقصود من العبادات أن تقع علىٰ أحسن صورها، ومن ذلك السكينة في فعلها وإتمامها.