اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

كتاب أدب الطعام

100 ــ باب التسمية في أوله والحمد في آخره

فائدة:

الطعام: ما يَطْعمه الإنسان، أي ما يتذوق طعمه، فيكون شراباً ويكون أكلاً، فالعنوان يشمل آداب الأكل والشرب.

1/728 ــ عن عُمَرَ بنِ أبي سَلمَةَ رضي الله عنهما قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» متفق عليه .

2/729 ــ وعن عَائشةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرِ اسْمَ الله تعالىٰ، فإنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ الله تَعَالَىٰ في أوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ الله أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ» رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

هداية الأحاديث:

1) إن تعليم أبنائنا آداب الأكل والشرب هو من هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

2) التسمية علىٰ الأكل واجبة مع الذكر، فإذا تركها الإنسان عمداً فإنه يأثم ويشاركه الشيطان في أكله.

3) الأكل مما يلي غيرك من سوء الأدب، إلا أن يكون الطعام أنواعاً، فلا حرج.

3/730ــ وعن جابِرٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إذا دخل الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وعِنْدَ طَعامِهِ، قال الشَّيْطَانُ لأصْحَابِهِ: لا مَبِيتَ لَكُم ولا عَشَاءَ، وإذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ تعالىٰ عِنْدَ دُخُولِهِ، قال الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وإذا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ تعالىٰ عِنْدَ طَعَامِهِ قال: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالعَشَاءَ». رواه مسلم.

هداية الحديث:

1) من رحمة الشريعة أن رغبت العبد علىٰ فعل كل ما يحترِزُ به من الشيطان.

2) الشيطان يراقب ابن آدم في عمله وتصرفه، فإذا غفل نال مراده. فالموفّق من حفظ نفسه بلزوم السُّنّة النبوية.

4/731 ــ وعن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: «كُنَّا إذا حَضَرْنَا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم طَعَاماً، لَمْ نَضَعْ أيدِيَنَا حَتَّىٰ يَبْدَأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَيَضَعُ يَدَه. وَإنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً طَعَاماً، فَجَاءَت جَارِيَةٌ كأنَّهَا تُدْفَعُ، فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا في الطَّعَامِ، فَأَخَذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِيَدِهَا، ثم جَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَمَا يُدْفَعُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أنْ لا يُذْكَرَ اسمُ اللهِ تَعَالىٰ عليه، وإنَّهُ جَاءَ بهذهِ الجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بهَا، فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا، فَجَاءَ بهذا الأعْرابيّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، والَّذِي نَفسي بِيَدِهِ، إنَّ يَدَه في يَدي مَعَ يَدَيْهِمَا». ثمَّ ذَكَرَ اسمَ الله وأكلَ. رواه مسلم.

هداية الحديث:

1) احترام الصحابة رضي الله عنهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وبيان أدبهم معه.

2) من آداب الطعام أن يُؤثر الكبير بالأكل أولاً، لأن التقدم بين يدي الكبير ينافي الأدب.

3) وجوب تغيير المنكر لمن كان عالماً به ، فالنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أمسك بأيديهم وعلّمهم ما يجب أن يعملوه في آداب الطعام.

5/732 ــ وعن أمَيّةَ بنِ مخْشِيٍّ الصَّحَابِيِّ رضي الله عنه قال: «كانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم جَالِساً، وَرَجُلٌ يَأْكُلُ، فَلَمْ يُسَمِّ اللهَ حَتَّىٰ لَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهِ إلَّا لُقْمَةٌ، فلَمَّا رَفَعَهَا إلىٰ فِيهِ، قالَ: بِسمِ اللهِ أَوَّلَـهُ وآخِرَهُ، فَضَحِكَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ، ثم قال: «مَا زَالَ الشَيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ، فَلَمَّا ذَكَرَ اسْمَ الله اسْتَقَاءَ مَا في بَطْنِهِ». رواه أبو داود، والنسائي[2].

[2](1) الحديث إسناده ضعيف.

6/733 ــ وعن عائشةَ رضي الله عنها قالَتْ: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ طَعَاماً في سِتَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا إنَّهُ لَوْ سَمَّىٰ لَكَفَاكُمْ». رواه الترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

هداية الأحاديث:

1) ذكر اسم الله تعالىٰ يبارك كلّ شيء، فما ذكر العبد اسم ربِّه في شيء إلا حلَّت فيه البركة.

2) الشيطان قريب من الغافل، بعيد عن الذاكر لله تعالىٰ. فَلْيحرصِ المؤمن علىٰ دوام ذكر الله تعالىٰ.

3) استحباب الاجتماع علىٰ الطعام وإن كان قليلاً.

7/734 ــ وعن أبي أُمامةَ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قال: «الحَمْدُ لله حمداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيه، غَيْرَ مَكْفِيٍّ، وَلاَ مُوَدَّعٍ، وَلا مُسْتَغْنىً عَنْهُ، رَبَّنا». رواه البخاري.

غريب الحديث:

غير مَكْفِيٍّ: غير محتاج لأحد من خلقه، فهو الغني الذي يُطْعِم ولا يُطْعَم.

ولا مُوَدَّع: غير متروك الطلب إليه، بمعنىٰ: أنه المقصود وحده سبحانه.

هداية الحديث:

1) علىٰ العبد إذا أكل طعاماً أن يحمد الله سبحانه وتعالىٰ، فهو وحده المستحق للحمد دون غيره، فهو صاحب النعم.

2) العباد كلّهم محتاجون إلىٰ الله، وهو مستغنٍ عنهم، متفضّل عليهم، فالعباد مفتقرون إليه سبحانه في إيجادهم وإمدادهم.

8/735 ــ وعن مُعَاذِ بن أنسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ طَعَاماً فَقَالَ: الحَمْدُ لله الَّذِي أَطْعَمَنِي هذا الطَّعَامَ، وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ.

هداية الحديث:

1) بيان عظيم فضل الله علىٰ عباده، فأمور العباد كلّها من الله _عز وجل_، وليست بحولهم وقوتهم.

2) البشرىٰ لأهل الإيمان بمغفرة ذنوبهم وزيادة النعم، إذا شكروا ربَّهم علىٰ نعمه، ومنها: نعمة الطعام والشراب.