1/736 ــ عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قالَ: «مَا عَابَ رسولُ الله طَعَاماً قَطُّ، إنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ». متفق عليه.
2/737 ــ وعن جابرٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ أَهْلَهُ الأُدْمَ، فقالُوا: ما عِنْدَنا إلَّا خَلٌّ، فَدَعَا بِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَيقولُ: «نِعْمَ الأُدْمُ الخَلُّ، نِعْمَ الأُدْمُ الخَلُّ». رواه مسلم.
الأُدم: ما يُؤكل مع الخبز، أي شيء كان.
1) علىٰ العبد أن يعرف قدر نعمة الله سبحانه، فلا يعيب طعاماً علىٰ وجه الكراهية.
2) عظم خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يَعب طعاماً مباحاً.
من أصول التربية الإيمانية منع النفس عمّا تشتهيه أحياناً، فليس كلّ ما اشتهاه المرء سعىٰ إليه، بل علىٰ المؤمن أن يربي نفسه علىٰ الاقتصاد في المعيشة، وعدم الانغماس في الملذات المباحة، بل يأخذ منها قدر حاجته، فالدنيا بكلّ طيّباتها أضيق من أن يتخذها المرء وطناً. ومن وصف عباد الرحمن الذين رغب القرآن بأوصافهم: {وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَم يُسرِفُواْ وَلَم يَقتُرُواْ وَكَانَ بَينَ ذَٰلِكَ قَوَاما} [الفرقان].
فلا نمنع النفسَ حظها من المباحات، ولا نستغرق معها في الملذات.