قَالَ الله تَعَالَىٰ: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدخُلُواْ بُيُوتًا غَيرَ بُيُوتِكُم حَتَّىٰ تَستَأنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهلِهَا} [النور: 27]، وقال تعالىٰ: {وَإِذَا بَلَغَ ٱلأَطفَٰلُ مِنكُمُ ٱلحُلُمَ فَليَستَٔذِنُواْ كَمَا ٱستَٔذَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبلِهِم} [النور: 59].
1) إذا بلغ الطفل مبلغ الرجال فلا يدخل البيت إلَّا باستئذانٍ، حكمُهُ حكم البالغين.
2) الأطفال دون سن البلوغ يُطلب منهم الاستئذان في أوقات العورات الثلاث.
3) الأوقات الثلاثة التي يوضع فيها الثياب هي المذكورة في الآية: {مِّن قَبلِ صَلَوٰةِ ٱلفَجرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ وَمِن بَعدِ صَلَوٰةِ ٱلعِشَآءِ} [النور: 58].
1/870 ــ عن أبي موسىٰ الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الاسْتِئْذَانُ ثَلاثٌ، فَإن أُذِنَ لَكَ، وَإلاّ فَارْجِعْ». متفقٌ عليه.
1) الأدب أن يستأذن المرء ثلاث مرات، ولا يطرق الباب بعدها.
2) كمال هدي الإسلام؛ الذي راعىٰ أحوال النَّاس، وعلَّم أهل الإيمان حقوق بعضهم.
2/871 ــ عن سهلِ بنِ سعدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما جُعلَ الاستئذانُ مِنْ أجْل البَصَر». متفق عليه.
1) حرص الشريعة علىٰ حفظ عورات البيوت لئلا تنكشف، ولهذا شرع الاستئذان من أجل النظر.
2) حرمة النظر إلَىٰ داخل البيوت إلَّا بعد الاستئذان.
3/872 ــ وعن رِبْعِيِّ بن حِرَاشٍ قال: حَدَّثنا رَجُلٌ مِن بني عامِرٍ اسْتَأْذَنَ علىٰ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ في بيتٍ، فقال: أَأَلِجُ ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِخَادِمِه: «اخرجْ إلىٰ هذا، فَعَلِّمْهُ الاستئذانَ، فَقُل لَهُ: قُلْ: السَّلامُ عَلَيكُم، أَأَدْخُلُ؟» فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ، فقال: السَّلامُ عَلَيكُم، أَأَدخُلُ ؟ فَأَذِنَ له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فدخلَ.
رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح.
4/873 ــ عن كلدَةَ بنِ الحَنبلِ رضي الله عنه قَالَ: أتيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فدَخلْتُ عليه ولم أُسلِّمْ، فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ارْجعْ فقُلْ: السَّلامُ عَلَيْكُم، أأدْخُلُ؟». رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن.
أألج: أأدخل.
1) من أدب الاستئذان السلام والانتظار حَتَّىٰ يُسمح بالدخول.
2) تعليم النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أُمَّته الأدب، وجمعه بين التعليم بالقول والفعل.