1/919ــ عن أمّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالت: دَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَىٰ أبي سلمةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فأغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ: «إنَّ الرَّوحَ إذَا قُبضَ، تَبعَهُ البَصَرُ» فَضَجَّ ناسٌ من أهله، فَقَالَ: «لا تَدْعُوا عَلَىٰ أنْفُسِكُمْ إلَّا بخير، فإنَّ الملائكةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَىٰ مَا تَقُولونَ» ثُمَّ قَالَ: «اللّهم اغْفرْ لأبي سلَمةَ، وارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدييِّين، واخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابرين، واغفرْ لنا ولهُ ياربَّ العَالمينَ، وافْسحْ لَهُ في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فيه». رواه مسلم.
شق بصره: يعني اتسع وانفتح.
1) الملائكة تُؤمِّن عَلَىٰ دعاء الحاضرين للميت، فلا يُدعىٰ عند المصائب إلَّا بالخير.
2) وجوب مخالفة عادات أهل الجاهلية من الدعاء بالويل والتسخّط عَلَىٰ المصيبة، بل حال المؤمن الرضا والتسليم.
3) بركة دعوات النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فهي مختصرة وجامعة لخير الدنيا والآخرة. والسعيد من وُفِّق لهدي السّنّة النبوية، ففيه الكفاية والغنية.
4) رحمة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بأمته، وشفقته عَلَىٰ صحابته رضي الله عنهم.
5) الإخبار بأن الروح إذا خرجت من البدن يراها الميت ولا يراها الحاضرون، من الغيب الذي نؤمِن به ونصدّقه. قَالَ تَعَالَىٰ: {وَيَسَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِن أَمرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلعِلمِ إِلَّا قَلِيلا} [الإسراء: 85].