1/920ــ عن أُمِّ سَلَمة رضي الله عنها قَالَت: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذَا حَضَرْتُمُ المَريضَ، أو المَيِّتَ، فقُولُوا خَيْراً، فإنَّ الملائكةَ يُؤمِّنونَ عَلَىٰ مَا تَقُولُون» قالتْ: فَلَمّا ماتَ أبُو سلَمَةَ أتيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقُلْتُ: يارسولَ الله، إنَّ أبَا سَلَمةَ قَدْ مَاتَ، قَالَ: «قُولي: اللّهم اغْفرْ لي وَلَهُ، وأعْقبْني منْهُ عُقبَىٰ حَسَنَةً» فقلتُ، فأعقَبَني اللهُ مَنْ هُوَ خيرٌ لي منْهُ؛ مُحمَّداً صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم هكذا: «إذَا حَضَرْتُمُ المَريضَ أو المَيِّتَ» عَلَىٰ الشَّكِّ، ورواه أبو داود وغيره: «المَيِّتَ» بلا شَكّ.
2/921ــ وعَنْهَا قالت: سمعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ تُصيبُهُ مُصيبةٌ، فيقولُ: إنَّا لله وإنَّا إليْه رَاجعُون؛ اللّهم اُؤْجُرْني في مُصيبَتي، واخْلُفْ لي خَيْراً منْهَا، إلَّا أجَرَهُ اللهُ تَعَالَىٰ في مُصيبَته، وأخْلَفَ لَهُ خَيراً مِنْهَا» قالت: فلمَّا تُوُفِّيَ أبُو سلَمَةَ، قلتُ كما أمَرني رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأخْلَفَ اللهُ لي خَيْراً منْهُ؛ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم.
أعقبني: عوَّضني.
1) بركة الدعاء النبوي فالتزام هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم خير للعبد في الحال والمآل.
2) بيان العاقبة الحسنة للصبر عَلَىٰ المصيبة، فاللهُ تَعَالَىٰ يعوّض الصابر خيراً في الدنيا والآخرة.
3) السُّنَّة عند المصيبة أن نقول: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم اؤجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها» ونهجر ما أحدثه الناس من منكرات الأقوال.
3/922ــ وعن أبي موسىٰ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا مَاتَ ولدُ العَبد، قَالَ اللهُ لمَلائكَتِهِ: قَبَضْتُم ولدَ عَبْدي، فيقولُون: نَعَم، فيقولُ: قَبَضتُم ثَمَرَةَ فُؤادِهِ، فيقولونَ: نَعَم، فيقُولُ: فماذا قَالَ عبدي؟ فيقولُونَ: حَمَدَكَ واسْترْجَعَ، فيقولُ اللهُ تَعَالَىٰ: ابنُوا لعَبْدي بَيتاً في الجَنَّة، وسَمُّوهُ بيتَ الحَمدِ». رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
3/923ــ عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَىٰ: ما لعَبْدي المُؤمِنِ عنْدي جَزَاءٌ إذَا قَبَضْتُ صَفيَّهُ منْ أهل الدُّنْيَا، ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلَّا الجَنَّةَ». رواه البخاري.
1) إنَّ دوام الحمد عند المصائب والاسترجاع «الحمد لله، إنّا لله وإنّا إليه راجعون» يدل عَلَىٰ صبر العبد عند قضاء الله وقدره.
2) فضيلة الصبر واحتساب الأجر، لمن مات لَهُ مَن يحبه من الأصفياء.
3) الجَنَّة جزاء الصابرين المحتسبين.
4) إثبات صفة الكلام لله تَعَالَىٰ؛ فاللهُ يكلّم ملائكتَه بما شاء، وكيف شاء، كما ثبتت بذلك الأدلة من كتاب ربِّنا، وسُنّة نبيّنا صلى الله عليه وسلم. والخيرُ كلُّ الخيرِ في التمسك بعقيدة نزل بها الوحي المبين.
4/924ــ وعن أسامةَ بنِ زيدٍ رضي الله عنهما قَالَ: أرْسلَتْ إحدىٰ بَناتِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إليه تَدْعُوهُ، وتُخْبرُِهُ أنَّ صبيّاً لها، أو ابْناً، في المَوْتِ، فَقَالَ للرَّسول: «ارْجِعْ إليْها، فأخبرْها أنَّ للهِ تَعَالَىٰ ما أخَذَ وَلَهُ ما أعْطَىٰ، وكُلُّ شيءٍ عنْدَهُ بأجَل مُسَمَّىٰ، فَمُرْهَا، فَلْتَصَبرْ ولْتَحْتَسبْ». وذكر تمام الحديث. متفق عليه.
1) الحث علىٰ لزوم الدعاء النبوي في التعزية: «إن لله تَعَالَىٰ ما أخذ وإنا لله ما أعطىٰ، وكل شيء عنده بأجل مسمَّىٰ» وهجر ما شاع من بدع الأقوال.
2) أحسن شيء في العزاء هو ما ورد من هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدثه الناس.
3) رحمة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالأمة، وإرشادهم إلَىٰ الصبر، واحتساب الأجر.