الموعظة: هي تذكير النَّاس بما يُليِّن قلوبهم؛ إما بترغيب في خير، أو ترهيب من شر، وأعظم واعظ، وأصلحه للقلب، هُوَ: القرآن الكريم {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَد جَآءَتكُم مَّوعِظَة مِّن رَّبِّكُم وَشِفَآء لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدى وَرَحمَة لِّلمُؤمِنِينَ} [يونس: 57].
1/945ــ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا في جنَازةٍ في بَقيعِ الغَرْقَدِ فأتانا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فَقَعَدَ وقَعَدْنَا حولهُ، ومَعَهُ مخْصَرَةٌ، فنَكَسَ وجَعَلَ يَنْكُتُ بمخْصَرَته، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنكُم من أحدٍ إلَّا وقد كُتبَ مقعَدُهُ منَ النَّارِ ومَقْعَدُهُ من الجَنَّة» فقالوا: يا رسولَ اللهِ أفَلا نَتَّكلُ عَلَىٰ كتَابنَا؟ فَقَالَ: «اعْمَلُوا، فكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلقَ لَهُ». وذكر تمام الحديث. متفق عليه.
الغرقد: نوع من الشجر معروف، وسُمِّي مدفن أهل المدينة بقيع الغرقد لكثرة وجود هذا الشجر فيه، فيقال له: البقيع، وبقيع الغرقد.
مخصرة: عود أو قضيب ذو رأس معوَجّ. فنكس: طأطأ رأسه.
ينكت: يضرب الأرض برفق.
1) استحباب الموعظة أحياناً عند القبر بما يُليِّن القلوب، ويذكِّرها بأمر الآخرة.
2) كتابة المقادير قد سبقت في علم الله تَعَالَىٰ، وهذا لا يعني الاتِّكال عَلَىٰ القدر، بل لابد من العمل؛ لأن الكتاب أمر مجهول لا ندري ما فيه.
3) وجوب تنبيه العالِم عَلَىٰ خطأ العامة، وتسديدهم في الأفهام، كما فعل رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَعَ صحابته الكرام.
تنبـيــه: موعظة كل مناسبة بحسبها، ففي موعظة القبر علىٰ الواعظ السكينة والخشوع والخوف، مع الإيجاز، ولا تُتخذ المقابر منابر، بل نتقيد بالسُّنَّة النبوية. وكل الخير في اتِّباع السُّنَن، والحذر من مخالفتها. فهدي السنة: عصمة ورحمة.