1/955ــ عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما: أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لأصْحابه ــ يعني لـمَّا وَصَلُوا الحِجْرَ: ديارَ ثمودَ ــ: «لا تَدخُلُوا عَلَىٰ هؤلاء المُعَذَّبينَ إلَّا أن تكُونُوا باكينَ، فإنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكينَ، فلا تَدْخُلُوا عَلَيْهمْ، لا يُصيبُكُمْ ما أصابَهُمْ». متفق عليه.
وفي رواية قَالَ: لمَّا مرَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بالحِجْر قَالَ: «لا تَدْخُلُوا مساكنَ الذينَ ظَلَموا أنْفُسَهُمْ، أن يُصيبَكُمْ مَا أصَابَهُمْ إلَّا أنْ تَكُونُوا باكينَ». ثُمَّ قَنَّعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم رأسَهُ، وأسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّىٰ أجازَ الوَادي.
قنّع: خفض رأسه وغطاه.
1) تحري موعظة النَّاس حسب المناسبات الزمانية، أو المكانية، فقد وعظ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صحابته في ديار ثمود.
2) لا يجوز الذهاب إلَىٰ ديار المعذَّبين من الأمم الماضية للسياحة والنظر، لأن ذلك مخالفة للسنة النبوية، وتعريض النفس للهلكة «لايصيبكم ما أصابهم».
3) المعاصي تؤثر في المساكن، وتبقىٰ آثارها السيئة في ديار أهلها العصاة، وهذا من شؤم المعصية. فَلْيحذرِ المؤمن من معصية الله تَعَالَىٰ، وَلْيأخذْ بالوصية النبوية: «وإيّاكَ والمعصيةَ، فإن بالمعصية حَلَّ سخطُ الله» حديث صحيح رواه أحمد.
كتاب آداب السفر