1/975ــ عن جابر رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا إذا صعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإذا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا. رواه البخاري.
2/976ــ عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وجيوشُهُ إذَا عَلَوا الثَّنايا كَبَّرُوا، وإذا هَبَطُوا سَبَّحُوا. رواه أبو داود بإسناد صحيح.
الثنايا: جمع ثنيّة. المرتفع من الأرض.
1) من الآداب المستحبة، التي هي من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، التكبير عند صعود المرتفع، والتسبيح عند هبوط المنخفض.
2) من الحكمة في ذلك؛ أن الإنسان إذَا علا فإنه يرىٰ نفسه في مكان عالٍ، فقد يستعظم نفسه، فإذا قَالَ: «اللهُ أكبرُ» يردّ نفسه إلىٰ الاستصغار أمام كبرياء الله تعالىٰ. وأما إذَا نزل سفولاً، فيقول: «سبحان الله» يعني أنزّه الله سبحانه وتعالىٰ عن النزول، لأنه سبحانه فوق كل شيء، علىٰ العرش استوىٰ، كما يليق بجلاله.
3/977ــ وعنه قال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قَفَلَ مِنَ الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ، كُلَّمَا أَوْفَىٰ عَلىٰ ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ كَبَّرَ ثَلاثاً، ثُمَّ قَالَ: «لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ علىٰ كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ. آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَه». متفقٌ عليه.
وفي روايةٍ لمسلم: إذا قَفَلَ مِنَ الجُيوشِ أوِ السَّرَايَا أَو الحَجِّ أو العُمْرَةِ.
قوْلُه: «أَوْفَىٰ» أَي: ارْتَفَعَ، وقولُه: «فَدْفَد» هو بفتحِ الفاءَين بينهما دالٌ مهملة ساكِنَةٌ، وآخِرُهُ دال أخرىٰ، وهو: الغَليظُ المُرْتَفعُ مِنَ الأرْضِ.
قفل: رجع.
1) تكبير المسافر علىٰ المرتفع إذَا علاه يكون ثلاث مرات «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر».
2) إظهار حمد الله تعالىٰ وتعظيمه عند العودة من السفر، لأنه من شكر النعمة.
3) من هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه كلما تجددت لَهُ نعمةً أن يجدد لها الحمد والشكر.
4/978ــ عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنّ رجلاً قَالَ: يارسولَ اللهِ، إنّي أريدُ أنْ أسافرَ فأَوْصِني، قَالَ: «عليك بتَقْوىٰ اللهِ، والتَّكبيرِ علىٰ كلِّ شَرَفٍ» فلمَّا ولَّىٰ الرَّجُلُ قَالَ: «اللّهم اطوِ لَهُ البُعْدَ، وهوِّنْ عليه السَّفَرَ». رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
شرف: المرتفع والعلو.
1) طلب الوصية من هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، والمستحب للموصِي أن يُخلص الوصية، ويوصي كل أحد بما يناسبه.
2) تقوىٰ الله تعالىٰ خيرُ وصيةٍ تصاحب العبد في دنياه، وخير زاد يتزود به العبد إلىٰ أخراه.
3) أثر الدعاء في تيسير الأمور، وتسهيل الصعاب.
5/979ــ وعن أبي موسىٰ الأشعري رضي الله عنه قَالَ: كنّا مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فَكُنَّا إذَا أشرَفْنَا علىٰ وادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا، وارْتَفَعَتْ أصواتُنا، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلىٰ أَنْفُسِكُم، فَإنَّكم لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غائِباً؛ إنَّهُ مَعَكم، إنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ». متفق عليه.
«ارْبَعُوا» بِفتحِ الباءِ الموحدةِ أَي: ارْفُقوا بِأَنْفُسِكُم.
1) كراهية رفع الصوت بالدعاء والذكر.
2) إثبات معيّة الله تعالىٰ، فهو سبحانه مَعَ خلقه بعلمه وإحاطته واطلاعه. قَالَ تعالىٰ: {وَهُوَ مَعَكُم أَينَ مَا كُنتُم وَٱللَّهُ بِمَا تَعمَلُونَ بَصِير}. وهو مع عبادة المؤمنين بتأييده ونصره وحفظه، قال تعالىٰ: {إِذ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحزَن إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ}.
3) علىٰ العبد ألا يغلو في العبادات، بل يفعل العبادة علىٰ هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إيّاكم والغُلوَّ» و «سدِّدُوا، وقارِبُوا، والقصدَ القصدَ تبلُغُوا». حديثان صحيحان.