قال الله تعالىٰ: {أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ} [الحديد: 16] ، وقال تعالىٰ: {وَقَفَّيۡنَا بِعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡإِنجِيلَۖ وَجَعَلۡنَا فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ رَأۡفَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ رِضۡوَٰنِ ٱللَّهِ فَمَا رَعَوۡهَا حَقَّ رِعَايَتِهَاۖ } [الحديد: 27] ، وقال تعالىٰ: {وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثٗا} [النحل: 92]، وقال تعالىٰ: {وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ} [الحجر: 99].
1) المحافظة علىٰ الطاعة دليل علىٰ الرغبة فيها.
2) يُوصَىٰ العبد المحافظة علىٰ العمل، وعدم الفتور والكسل، حتىٰ يستمر علىٰ ما هو عليه؛ فقليل دائم، خير من كثير منقطع.
فمنها حديث عائشة رضي الله عنها: «وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه». وقد سبق في الباب قبله.
1/153ــ وعَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ مِنَ اللَّيْلَ، أوْ عَنْ شَيءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ مَا بَيْنَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ». رَوَاهُ مُسْلِم.
حزبه من الليل: صلاته من الليل، فالحزب هو الجزء من الشيء، ومنه أحزاب القرآن.
1) استحباب المداومة علىٰ فعل الخير، ومن ذلك قيام الليل.
2) علىٰ العبد إذا اعتاد شيئاً من العبادة أن يحافظ عليها، ولو بعد فوات وقتها، إذا كانت مما يمكن قضاؤها.
2/154ــ وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو بْنِ الْعاصِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «يَا عَبْدَ الله لا تكُنْ مِثْلَ فُلان، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْه.
3/155ــ وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم «إذَا فَاتَتْهُ الصَّلاَةُ مِنَ اللَّيلِ مِنْ وَجَعٍ أوْ غَيْرِهِ، صَلَّىٰ مِنَ النَّهَارِ ثنـتَيْ عَشَرَةَ رَكْعَةً». رَوَاهُ مُسْلِم.
1) الاستقامة علىٰ الطاعة ودوامها هو منهج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم .
2) التحذير من مباشرة العمل الصالح ثم تركه.
3) العبادة المؤقتة إذا فاتت العبد لعذر فإنها تُقضىٰ.
4) المشروع في قضاء الوتر نهاراً أن تُقضىٰ شفعاً؛ فمن كان يوتر بثلاث في الليل فَلْيُصلِّ في النهار أربعاً، وهكذا...
من الحكمة في النصيحة ألا نذكر اسم الشخص، وهذا فيه فائدتان؛ الأولى: الستر علىٰ الشخص، والثانية: أن هذا الشخص ربما تتغير حاله، فلا يستحق الحكم الذي حُكم عليه في الوقت الحاضر.