1/1047 ــ عَنْ أبي موسىٰ رضي الله عنه أنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَن صلَّىٰ البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ». متفق عليه.
البردان: الصبح والعصر.
2/1048ــ وعن أبي زهيْرٍ عُمارَةَ بنِ رُؤَيْبةَ رضي الله عنه قالَ: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لَنْ يَلجَ النَّارَ أَحَدٌ صلَّىٰ قَبْلَ طُلوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» يَعْني الفَجْرَ وَالعَصْرَ. رواه مسلم.
1) المحافظة علىٰ صلاتَي الفجر والعصر سبب لدخول الجنة، والنجاة من عذاب النار، قال تعالىٰ: {فَمَن زُحزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدخِلَ ٱلجَنَّةَ فَقَد فَازَۗ} [آل عمران: 185].
2) فضيلة خاصة لصلاة الفجر كون القراءة فيها مشهودة من الملائكة {إِنَّ قُرءَانَ ٱلفَجرِ كَانَ مَشهُودا} [الإسراء: 78].
3) فضيلة صلاة العصر، لمّا خُصّت بالذكر، فهي الصَّلاة الوسطىٰ في قوله تعالىٰ: {حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلوُسطَىٰ} [البقرة: 238].
3/1049ــ وعن جُنْدُبِ بن سُفْيَانَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّىٰ الصُّبْحَ فَهُوَ في ذِمَّةِ الله، فَانْظُرْ يَا ابنَ آدَمَ لا يَطلُبــنَّكَ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ». رواه مسلم.
ذمة الله: أمانه وعهده.
لا يطلبنك الله: لا تغدروا ولا تعملوا عملاً سيِّئاً، ومن ذلك: فوات صلاة الفجر في جماعة، فيطالبكم الله تعالىٰ بما عهد به إليكم.
1) صلاة الفجر كالمفتاح لصلاة النهار، بل لعمل النهار كله.
2) فضيلة خاصة لصلاة الفجر، فمن صلاّها كَانَ في حفظ الله تعالىٰ وعنايته.
4/1050ــ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يتعاقبُون فيكم ملائكةٌ باللَّيلِ، وملائكةٌ بالنَّهَار، ويجتمعُون في صَلاةِ الصُّبْحِ وصَلاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعرُجُ الذين باتُوا فيكم، فيسألُهُمُ اللهُ، وهو أعلمُ بهم، كيفَ تركْتُمْ عبَادي؟ فيقولون: ترَكناهُم وهُمْ يُصَلُّون، وأتيناهُم وهُم يُصَلُّون». متفقٌ عليه.
يتعاقبون: هؤلاء ينزلون وهؤلاء يصعدون.
يعرج: يصعد.
1) إكرام الله تعالىٰ المؤمنين، حين سخّر ملائكة يتعاقبون فيهم أول النهار وآخره، إظهاراً لشرف العباد وتنويهاً بفضلهم.
2) فضيلة صلاتَي الفجر والعصر، إذ خُصّتا باجتماع الملائكة.
من هذا الحديث نعرف توقيتاً مهماً، وهو بيان وقت الأذكار الشرعية، التي تُقال في الصباح والمساء، فوقت أذكار الصباح: بعد الفجر إلىٰ طلوع الشمس، ووقت أذكار المساء: بعد العصر إلىٰ غروب الشمس.
5/1051 ــ وعن جَريرِ بنِ عبدِ الله البَجَليِّ رضي الله عنه قال: كنّا عِندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إلىٰ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، فقال: «إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلىٰ صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا». متفقٌ عليه. وفي روايةٍ: «فَنَظَرَ إلىٰ القَمَرِ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ».
لا تضامون: لا يلحقكم ضيم، وهو المشقة والتعب.
1) إثبات رؤية المؤمنين ربَّهم عياناً في الجنة، فهذا من أجل نعيم أهل الجنة وأعظَمه.
2) إن المحافظة علىٰ أداء صلاة الفجر وصلاة العصر من أسباب التوفيق لرؤية الله تعالىٰ في الجنة.
3) المؤمن يصدّق خبر رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم الثابت، ولا يعترض عليه بعقله، فيقول: كيف يمكن أن نرىٰ الله تعالىٰ؟! فهذا التسليم هو شأن المؤمن في جميع أخبار الشرع.
6/1052ــ عَنْ بُرَيْدَة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ صَلاة العَصْر فَقَدْ حَبطَ عملُهُ». رواه البخاري.
حبط: بطل أجره.
1) عظم شأن صلاة العصر، فهي ميزان لقَبول العمل أو ردّه.
2) من ترك صلاة العصر فقد بطل أجره.