1/1053 ــ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَن غدَا إلىٰ المسْجدِ أو رَاحَ، أعدَّ اللهُ لَهُ في الجَنَّةِ نُزُلاً كُلّما غَدَا أوْ رَاحَ». متفق عليه.
2/1054 ــ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تطهّرَ في بيتِهِ ثُمَّ مضىٰ إلىٰ بيتٍ من بيوتِ اللهِ، ليَقْضيَ فريضةً من فرائضِ اللهِ، كَانَتْ خُطْوَاتُهُ إحْداها تَحُطُّ خطيئةً، والأخرىٰ تَرْفَعُ دَرَجَةً». رواه مسلم.
غدا: ذهب صباحاً.
راح: ذهب في العشي بعد الظهر.
نزلاً: الضيافة.
1) المشي إلىٰ المساجد سبب لتكفير الخطيئات ورفع الدرجات.
2) الترغيب في المحافظة علىٰ لزوم الجماعة، لتحصيل الأجر العظيم المرتب علىٰ العمل اليسير.
3) الأجر التام الموعود عليه في الحديث إنما هو لمن تطهَّر في بيته، وهذا من فضيلة الوضوء في البيت ثم المضي إلىٰ المسجد.
3/1055ــ وعن أُبيِّ بن كعْبٍ رضي الله عنه قالَ: كانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ لا أَعْلَمُ أحَداً أَبْعَدَ مِنَ المَسْجِدِ مِنْهُ، وَكانَتْ لا تُخْطِئُهُ صَلاةٌ، فَقِيلَ له: لو اشتَرَيْتَ حِمَاراً تَركَبُهُ في الظَّلْمَاءِ وَفي الرَمْضَاءِ، قالَ: ما يَسُرُّني أَنَّ مَنْزِلي إلىٰ جَنْبِ المَسْجِدِ، إنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لي مَمْشَايَ إلىٰ المَسْجِدِ، وَرجُوعي إذا رَجَعْتُ إلىٰ أَهْلي، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قَدْ جَمَعَ اللهُ لَكَ ذلكَ كُلَّه». رواه مسلم.
4/1056ــ وعن جابرٍ رضي الله عنه قال: خَلَتِ البِقَاعُ حَوْلَ المسْجِدِ، فَأَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَنْتَقِلُوا قُرْبَ المَسْجِدِ، فَبَلَغَ ذلِكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ لهم: «بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَن تَنْتَقِلُوا قُرْبَ المَسْجدِ؟». قالوا: نعم يا رسولَ الله، قَدْ أَرَدْنَا ذلكَ، فقالَ: «يا بَنِي سَلِمَةَ، دِيَارَكُمْ تُكْتبْ آثارُكُمْ، دِيارَكُمْ تُكتبْ آثارُكُمْ» فقالوا: ما يَسُرُّنَا أنّا كُنَّا تَحَوَّلْنَا. رواه مسلم، وروىٰ البخاري معناه من رواية أنس.
الرمضاء: شدة الحر.
تكتب آثاركم: خطاكم وممشاكم.
1) المجيء إلىٰ المسجد ماشياً أفضل من المجيء إليه راكباً، إلَّا إذَا كَانَ في المشي مشقة، فالأفضل هو الأيسر، لأن هدي النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم «أنه ما خُيِّر بين أمرَين إلَّا أخذ أيسرهما، مَا لَمْ يكن إثماً». رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها.
2) يُكتب للعبد العمل الصالح، وما يترتب علىٰ هذا العمل من الآثار. وهذا من فضل الله تعالىٰ علىٰ عباده.
3) حرص الصحابة رضي الله عنهم علىٰ حضور الجماعة والسكنىٰ حول المسجد، وهذا من مبادرتهم إلىٰ الخير والأجر، فجدير بالمؤمن أن يقتدي بهم في المسابقة إلىٰ الخيرات والصالحات الباقيات.
5/1057ــ عَنْ أبي موسىٰ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أعظَمَ النَّاسِ أجراً في الصَّلاةِ أبْعَدُهُم إليها ممشىٰ، فأبْعَدُهُم، والذي ينتظرُ الصَّلاةَ حَتَّىٰ يصلِّيَها مَعَ الإمام أعظمُ أجراً من الذي يُصلِّي ثُمَّ ينامُ». متفق عليه.
1) يكثر أجر العبادة بقدر حصول المشقة المأذون بها في أصل العبادة.
2) إن تأخير صلاة العشاء، وصلاتها مَعَ الإمام جماعةً، أعظم أجراً.
6/1058ــ وعن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «بشِّرُوا المَشَّائِينَ في الظُّلَم إلىٰ المسَاجِدِ بِالنُّورِ التامِّ يَوْمَ القِيامةِ». رواه أبو داود، والترمذي.
1) الجزاء من جنس العمل، فمن أتىٰ إلىٰ المساجد في ظلمة الليل أعطاه الله نوراً تاماً يوم القيامة.
2) استحباب قرن العمل الصالح بأجره المرغَّب فيه، لتنشط النفوس علىٰ الطاعة، ويرغب الصالحون فيها، فهذه وصية للمربِّين والمعلِّمين: ذِكرُ الأعمال مقرونةً بفضائلها.
7/1059 ــ وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَلاَ أَدلُّكُمْ عَلىٰ مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا: بَلىٰ يا رسولَ الله، قالَ: «إسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلىٰ المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إلىٰ المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذلِكُمُ الرِّباطُ». رواه مسلم.
1) فضيلة الملازمة علىٰ الجماعة في المسجد مشياً علىٰ الأقدام، ليُكتب أجر الخطا إلىٰ المساجد.
2) إن المداومة علىٰ الأعمال الصالحة الواردة في الشرع من المرابطة علىٰ الخير.
8/1060ــ عَنْ أبي سعيد الخُدْريّ رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا رأيتُمُ الرَّجُلَ يعتادُ المَسَاجدَ فاشْهَدُوا لَهُ بالإيمَان، قَالَ الله _عز وجل_: {إِنَّمَا يَعمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَن ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱليَومِ ٱلأٓخِرِ} [التوبة: 18]» الآية، رواه الترمذي وقال: حديث حسن[12].
1) المداومة علىٰ شهود الجماعة في المساجد دليل علىٰ صدق إيمان العبد.
2) إن شهادة أهل الإيمان دليل علىٰ صلاح الرجل، فالمؤمنون شهداء الله تعالىٰ في الأرض.