1/1061 ــ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لا يزالُ أحَدُكُمْ في صلاةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاةُ تحبِسُهُ، لا يمنعُهُ أن يَنقلبَ إلىٰ أهْلِهِ إلَّا الصَّلاةُ». متفق عليه.
2/1062ــ وعنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الملائكةُ تُصَلِّي علىٰ أحدِكُمْ مَا دَامَ في مُصَلاّهُ الذي صَلَّىٰ فيه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تقولُ: اللّهم اغفرْ لَهُ، اللّهم ارحمْهُ». رواه البخاري.
مَا لَمْ يُحْدِثْ: إما المراد: ما لَمْ يعصِ، بمعنىٰ: يحدث ذنباً، أو المراد: حصول مَا ينقض الوضوء.
1) فضيلة انتظار الصَّلاة بعد الصَّلاة، فهذا من المرابطة علىٰ الخير، فالبقاءُ انتظارَ العبادة عبادة.
2) البشارة بدعاء الملائكة بالمغفرة والرحمة لمن صلّىٰ وجلس في مُصلاّه وهو علىٰ وضوء، وهذا من رحمه الله بالمؤمنين أن سخّر الملائكة تدعو لهم.
فياحسرتاه علىٰ من حرم نفسَه أبواب البرِّ وفوّتها الأجر!!.
3/1063ــ وعن أنسٍ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أخَّرَ لَيْلَةً صَلاةَ الْعِشَاءِ إلىٰ شَطْرِ اللَّيْلِ، ثمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ بَعْدَمَا صَلَّىٰ، فقال: «صلَّىٰ النَّاسُ وَرَقَدُوا، وَلَمْ تَزالُوا فِي صَلاةٍ مُنْذُ انتَظَرْتُمُوهَا». رواه البخاري.
1) فضيلة تأخير صلاة العشاء مَا لَمْ يشق ذلك علىٰ النَّاس.
2) تبشير أهل الإيمان بفضل طاعتهم، لدوام نشاطهم واستمرارهم عليها.
3) وقت صلاة العشاء إلىٰ نصف الليل فحسب، وما بعد ذلك إلىٰ الفجر ليس وقتاً لصلاة مفروضة، بل هو وقت قيام الليل ــ للنافلة والتهجد ــ فالواجب أن يحذر النَّاس من تأخير صلاة العشاء إلىٰ ما بعد نصف الليل كما هو شائع.
معرفة منتصف الليل يكون بحساب الساعات الزمنية من أذان المغرب بغروب الشمس إلىٰ أذان الفجر بطلوع الفجر، ثم يقسّم الحاصل علىٰ اثنين، ويُضاف إلىٰ ما بعد وقت المغرب. فمثلاً:
إذا كان المغرب يؤذن له في السابعة ليلاً، والفجر في الرابعة فجراً، فيتحصل بينهما تسع ساعات، فتكون النتيجة: (9 ÷ 2 = 4.5) أربع ساعات ونصف، تُضاف للسابعة مساء، فيكون نصف الليل الساعة الحادية عشر والنصف ليلاً.
فليس شرطاً في جميع أوقات العام أن يوافق نصف الليل الساعة الثانية عشرة ليلاً كما هو شائع بين بعض الناس.