قَالَ الله تعالىٰ: {حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلوُسطَىٰ} [البقرة: 238]، وقال تعالىٰ: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُم} [التوبة: 5].
1) الترغيب في المحافظة علىٰ الصلوات، والعناية الخاصة بصلاة العصر، فهي الصلاة الوسطىٰ، فسَّرها بذلك رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم.
2) إن إقامة الصلاة دليل علىٰ صدق توبة العبد.
1/1074ــ وعنِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قالَ: سَأَلتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قال: «الصّلاةُ عَلىٰ وَقْتِهَا» قلتُ: ثمَّ أَيُّ؟ قال: «بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قلتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قال: «الجِهَادُ في سَبِيلِ الله». متفقٌ عليه.
1) التنبيه علىٰ تفاضل الأعمال الشرعية؛ فالعبادات بعضها أفضل من بعض، والعبد الفقيه من يفعل العبادة الفاضلة في وقتها المناسب، فكل عبادة بحسب وقتها تكون أفضل.
2) إثبات محبة الله تعالىٰ، فهو سبحانه يحب الأعمال كما يحب العاملين.
3) الصلاة علىٰ وقتها المستحب شرعاً هو الأفضل، فمن الصلوات ما يُطلب تقديمها كالفجر والعصر والمغرب، ومن الصلوات ما يكون تأخيرها أفضل، كالظهر عند شدة الحر، والعشاء أحياناً ما لم يشق علىٰ الناس.
2/1075 ــ عَنْ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإسلامُ علىٰ خمسٍ: شهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمداً رَسُولُ اللهِ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وَحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ». متفق عليه.
3/1076 ــ وعنهُ قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أقاتِلَ النَّاسَ حتَّىٰ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إلهَ إلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإذا فعَلُوا ذلِكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلاّ بِحَقِّ الإسْلامِ، وَحِسَابُهمْ عَلىٰ الله». متفقٌ عليه.
1) الإسلام بناء قوي محكم، وأركان الإسلام هي أعمدة هذا البناء، وحسن إسلام العبد بحسب قيامه بهذه الأعمدة.
2) شهادة التوحيد (لا إله إلا الله)، تضمنت اليقين القلبي، مَعَ إقرار اللسان، أنه لا معبودَ حقٌّ إلا الله، مَعَ القيام بما يلزم هذه الشهادة من أعمال الجوارح والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
3) إن إقامة الصلاة والمحافظة عليها أصل عظيم في بناء دين الإسلام، فمن أقام الصلاة فقد أقام الدين، ومن ترك الصلاة فقد هدم الدين.
4) مشروعية قتال من ترك الصلاة حَتَّىٰ يعود إلىٰ صلته بالله تعالىٰ.
4/1077 ــ وعن معاذٍ رضي الله عنه قالَ: بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلىٰ اليَمَنِ، فقال: «إنَّكَ تَأْتي قَوْماً مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إلىٰ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إلهَ إلَّا اللهُ، وأني رسولُ الله، فَإنْ هم أَطَاعُوا لِذلِكَ، فَأعلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ تعالىٰ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلواتٍ في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلىٰ فُقَرَائِهِمْ، فإنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلِكَ، فَإيَّاكَ وَكَرَائِمَ أمْوَالِهمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإنَّهُ لَيْسَ بَيْنَها وَبَينَ الله حِجَابٌ». متفقٌ عليه.
كرائم أموالهم: نفائس الأموال.
1) علىٰ الداعية إلىٰ الله تعالىٰ أن يعرف حال الناس المدعوّين، حَتَّىٰ يتمكن من دعوتهم علىٰ الوجه الصحيح.
2) أول ما يُخاطَب به الناس دعوتهم إلىٰ توحيد الله تعالىٰ، فهو أساس دين الإسلام.
3) إن دعوة الناس إلىٰ تحقيق توحيد الله تعالىٰ، وإلىٰ الصلاة المفروضة، والتحذير من تركها من أكبر مهمات الداعية.
5/1078 ــ عَنْ جابر رضي الله عنه قَالَ: سمعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ بين الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ والكُفرِ تَرْكَ الصَّلاةِ». رواه مسلم.
6/1079 ــ عَنْ بريدةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «العهدُ الذي بينَنَا وبَيْنَهُمُ الصَّلاةُ، فَمَنْ ترَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ». رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
7/1080ــ وعن عبدِ الله بن شقيقِ التابعيِّ المُتَّفَقِ عَلىٰ جَلالَتِهِ رَحِمَه الله قال: كانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لاَ يَرَوْنَ شَيْئاً مِنَ الأعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلاةِ. رواه الترمذي في كتابِ الإيمانِ بإسنادٍ صحيحٍ.
1) التحذير الشديد من إضاعة الصلاة؛ فتركها من أعمال الكفر، حَتَّىٰ إن بعض العلماء يقول: إن تارك الصلاة كسلاً كافرٌ كفراً أكبر، مخرج عن الملة!.
2) الفرق بين المسلم وغيره هو أمر الصلاة، فهي علامة فارقة بين أهل الإيمان وأهل الكفران.
3) إن صحابة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كان يرون ترك الصلاة من أعمال الكفر. فهل من متّعظ؟!
8/1081ــ وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أَوَّلَ ما يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاتُهُ، فَإنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنجَحْ، وَإنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فإنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْئاً، قالَ الرَّبُّ _عز وجل_: انظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَيُكَمَّلُ منها ما انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ ؟ ثمَّ يَكونُ سَائِرُ أعمَالِهِ عَلىٰ هذا». رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
أنجح: فاز وظفر بمطلوبه.
1) الصلاة من أول الأعمال التي يحاسب عليها العبد يوم القيامة.
2) إنَّ صلاح صلاة العبد سبب لتيسير حسابه يوم الجزاء.
3) صلاة النوافل مكملات للفرائض، فالموفَّق من حرص علىٰ صلاة النافلة، تكميلاً لنقص الفريضة، ولينال محبة الله تعالىٰ.
4) من رحمة الله تعالىٰ بعباده أن شرع النوافل حمىً وتعظيماً للفرائض، وجبراً لنقصها.