اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

203 ــ باب سُنَّة الجمعة

فِيهِ حديثُ ابنِ عُمَرَ السّابِقُ أنَّهُ صَلَّىٰ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَكعَتَيْنِ بَعْدَ الجُمُعَةِ. متفقٌ عليه.

1/1126ــ وعَنْ أَبِي هُريرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذَا صَلَّىٰ أَحَدُكُمُ الجُمُعَةَ، فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعاً». رواه مسلم.

2/1127ــ عَنْ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان لا يُصَلِّي بعدَ الجُمُعةِ حَتَّىٰ يَنْصَرفَ، فيُصلِّي ركعتَيْن في بَيْتِهِ. رواه مسلم.

هداية الأحاديث:

1) الجمعة ليس لها سُنة قبلية كصلاة الظهر، لأن حكم الجمعة لا يقاس علىٰ الظهر.

2) السنة البعدية للجمعة وردت ركعتين وأربع ركعات، كل ذلك ثبت بالسنة النبوية، ودلَّ فقه الأحاديث أن من صَلَّىٰ نافلة الجمعة في المسجد فَلْيُصلِّ أربعاً، ومَن صلَّاها في بيته فَلْيُصلِّ ركعتين.

فائدة:

قال ابن القيم ــ رحمه الله تعالىٰ ــ في (زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم): «وكان إذا فرغ بلال من الأذان أخذ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في الخُطبة، ولم يقم أحد يركع ركعتين البتة، ولم يكن الأذان إلا واحداً، وهذا يدل علىٰ أن الجمعة كالعيد لاسنة لها قبلها، وهذا أصح قولَي العلماء، وعليه تدل السُّنَّة، فإن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يخرج من بيته، فإذا رقىٰ المنبر أخذ بلال في أذان الجمعة، فإذا أكمله أخذ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في الخُطبة من غير فصل، وهذا كان رأيَ عينٍ، فمتىٰ كانوا يُصلُّون السُّنَّة؟ ومن ظنَّ أنهم كانوا إذا فرغ بلال رضي الله عنه من الأذان قاموا كلهم، فركعوا ركعتين، فهو من أجهل الناس بالسُّنَّة، وهذا الذي ذكرناه من أنه لاسُنَّة قبلها هو مذهب مالك وأحمد في المشهور عنه، وأحد الوجهَيْن لأصحاب الشافعي».