1/1128 ــ عَنْ زيد بن ثابت رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «صلُّوا أيُّها النَّاسُ في بُيُوتِكُمْ، فإنَّ أفْضَلَ الصَّلاةِ صَلاةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا المَكْتوبة». متفق عليه.
2/1129 ــ عَنْ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اجْعَلُوا من صلاتِكُمْ في بُيُوتِكُمْ ، ولا تتَّخذُوها قُبُوراً». متفق عليه.
3/1130 ــ وعن جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذَا قضَىٰ أحدُكُم صلاتَهُ في مَسجِدِهِ، فلْيَجْعَلْ لبيْتِهِ نصيباً من صَلاتِهِ، فإنَّ اللهَ جَاعلٌ في بيتِهِ من صَلاتِهِ خَيْراً». رواه مسلم.
1) الأفضل في جميع النوافل أن تُصلَّىٰ في البيت، فهذا هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وسنته.
2) إذَا صَلَّىٰ العبد النافلة في بيته جعل الله له في ذلك خيراً؛ من اقتداء أهله به، وكونه أبعد عن الرياء، مع مضاعفة ثواب النافلة في البيت، إلىٰ غير ذلك من المصالح، ولو لم يكن في ذلك إلا اتّباع السُّنَّة النبوية لكفىٰ بذلك خيرية.
يدل لمضاعفة أجر النافلة في البيت، ما رواه الإمام عبد الرزاق الصنعاني في (مصنفه)، عن رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«تطوع الرجل في بيته، يزيد علىٰ تطوعه عند الناس، كفضل صلاة الرجل في جماعة، علىٰ صلاته وحده».
وللحديث شاهد عند الإمام أبي يعلىٰ في (مسنده)، عن صهيب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل تطوعاً حيث لا يراه الناس، تعدل صلاته علىٰ أعين الناس خمساً وعشرين».
قال المناوي في (فيض القدير شرح الجامع الصغير):
«لأن النفل شرع للتقرب به إخلاصاً، وكلما كان أخفىٰ كان أبعد عن الرياء، والفرض شرع لإشادة الدِّين، فإظهاره أولىٰ».
4/1131ــ وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ أَنَّ نَافعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَرْسَلَهُ إلىٰ السَّائِبِ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيَةُ في الصَّلاةِ، فَقَالَ: «نَعَمْ، صلَّيْتُ مَعَهُ الجُمُعَةَ في المقصُورَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ الإمامُ، قُمْتُ في مَقَامِي، فَصَلَّيْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْسَلَ إليَّ فقال: لا تَعُدْ لِمَا فَعَلْتَ. إذا صَلَّيْتَ الجُمُعَةَ فَلا تَصِلْها بِصَلاةٍ حَتَّىٰ تَتكَلَّمَ أَوْ تَخْرُجَ، فَإنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَنَا بِذلِكَ، أَنْ لا نُوصِلَ صَلاةً بِصَلاَةٍ حَتَّىٰ نتكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ». رواه مسلم.
المقصورة: حجرة خاصة للصلاة، مفصولة عما جاورها.
1) استحباب الفصل بين الفرض والنفل، إما بحديث أو بخروج عَنْ مكان صلاة الفرض.
2) حرص الصحابة رضي الله عنهم علىٰ التمسك بهدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدثه الناس.
3) حسن تعليم من وقعت منه مخالفة، والإنكار عليه بالحكمة والموعظة الحسنة.