1/1196ــ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لَوْلا أن أشُقَّ علىٰ أمَّتي، أو علىٰ النَّاس، لأمرْتُهُم بالسِّوَاك مع كُلِّ صَلاةٍ». متفق عليه.
2/1197ــ وعن حذيفةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إذَا قامَ مِنَ اللَّيلِ يَشُوصُ فاهُ بالسِّواكِ. متفق عليه.
«الشَّوْص»: الدْلك.
3/1198 ــ وعن عائشةَ رضي الله عنها قَالَت: كنَّا نُعدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم سوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فَيَبْعَثُهُ اللهُ مَا شاءَ أن يبعَثهُ مِنَ اللَّيلِ، فَيتسَوَّكُ، وَيَتَوَضَّأ، ويُصلِّي. رواه مسلم.
4/1199 ــ وعن أنس رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أكْثَرْتُ عليكُم في السِّوَاك». رواه البخاري.
5/1200ــ وعن شُريحِ بنِ هانئٍ قَالَ: قلتُ لعائشةَ رضي الله عنها: بأيِّ شيءٍ كَانَ يبدأ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا دَخَلَ بَيْتَهُ؟ قَالَت: بالسِّوَاك. رواه مسلم.
6/1201ــ وعن أبي موسىٰ الأشعريِّ رضي الله عنه قَالَ: دخلْتُ علىٰ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَطرَفُ السِّواكِ علىٰ لسانِهِ. متفق عليه، وهذا لفظُ مسلم.
هذه الأحاديث في فضل السواك، والأوقات التي يُستحب فيها، وكيفية التسوّك، وفيها من الهداية:
1) الحثّ الأكيد من النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم علىٰ استعمال السواك عند الوضوء، والصلاة، وعند القيام من الليل، وعند دخول البيت، وكل هذا لتأكّد سُنّيّة السواك.
2) كمال هدي الإسلام في دعوته إلىٰ الطهارة والنظافة، وتطييب الفم والأسنان، خاصة عند ملاقاة الناس.
3) بيان الطريقة النبوية في التسوك؛ بدَلْك الأسنان، وإمرار السواك علىٰ طرف اللسان، ليتم المقصود من طهارة الفم.
4) كمال خلق النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في صحبته مع أهل بيته، إذَا دخل بدأ بالسواك لئلا تُشمَّ منه رائحة كريهة.
5) جواز الاستخبار عن أحوال الصالحين في بيوتهم، ليقتدىٰ بهم في خصال الخير والطاعة.
7/1202 ــ عَنْ عائشةَ رضي الله عنها أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «السِّواكُ مَطهَرَةٌ للفَم، مَرْضَاةٌ للرَّبِّ». رواه النسائيُّ ، وابنُ خُزيمةَ في صحيحه بأسانيد صحيحة.
1) من حكمة الشارع في استحباب السواك أنه يطهر الفم، وهذا فيه صيانة لصحة الإنسان.
2) ملازمة العبد للسواك سبب عظيم لنيل رضا الرب سبحانه وتعالىٰ، فما أحسن الشريعة، عمل يسير وثواب كبير!
8/1203ــ وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الفِطرَةُ خَمْسٌ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطرَةِ: الخِتَانُ، وَالاسْتِحْدَادُ، وَتقلِيمُ الأَظفَارِ، وَنَتْفُ الإبِطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ». متفق عليه.
«الاستحداد»: حلق العانة، وهو حلق الشعر الذي حول الفرج.
9/1204ــ وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَشْرٌ مِنَ الفِطرَةِ: قَصُّ الشارِبِ، وَإعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، واسْتِنشَاقُ المَاءِ، وَقَصُّ الأَظفَارِ، وغَسْلُ البَرَاجِمِ، وَنَتفُ الإبطِ، وَحَلقُ العَانَةِ، وانتِقاصُ المَاءِ» قال الرَّاوِي: وَنَسِيتُ العَاشِرَة إلَّا أن يكونَ المَضمَضَةَ، قالَ وَكِيعٌ ــ وَهُوَ أَحَدُ روَاتِهِ ــ انتِقَاصُ الماءِ، يَعْني: الاسْتِنْجَاءَ. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
«البَرَاجِمُ» بالباءِ الموحدةِ والجيمِ، وهِي: عُقَدُ الأصَابعِ. «وَإعْفَاءُ اللِّحْيَة» مَعْنَاهُ: لا يَقصُّ مِنْهَا شَيئاً.
الفطرة:الجِبلَّة التي قدَّرها الله تعالىٰ في أصل خِلقة الإنسان، من قبول الخير، وفعل ما هُوَ حَسَن، لو تُرك العبد دون مؤثر يفسد تلك الخلقة.
الختان: هُوَ الطهور، شامل للذكر والأنثىٰ.
استنشاق الماء: جعل الماء في الأنف للتنظيف، يكون في الوضوء، وفي غير الوضوء عند الحاجة.
1) خصال الفطرة منوّعة، ويُقصد منها إكرام الإنسان، وأن يكون علىٰ أكمل هيئة وأحسن حال.
2) دعوة الإسلام إلىٰ التطهُّر والجمال، والنظافة الظاهرة والباطنة.
3) بيان السُّنَّة في «قص الشارب، وتقليم الأظفار، وحلق العانة، ونتف الإبط، لا يُترك أكثر من أربعين يوماً» كما ورد الحديث الصحيح في (سنن الترمذي) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
لا ينحرف الإنسان عن الهدي النبوي، ويخالف شيئاً من هذه الخصال إلا لسبب وآفة تحرفه عن أصل الخلقة، كنشأته في بيئة فاسدة، فَلْيحرصِ المؤمن علىٰ التمسك بخصال الفطرة، ففيها الجمال والنظافة، وفيها تحقيق الأجر في اتباع السنة.
10/1205ــ وَعَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَىٰ». مُتفقٌ عليه.
أحفوا: قصُّوا ما طال عن الشفتين.
أعفوا: وفِّروا واتركوا .
1) قصّ ما زاد علىٰ الشفة من الشوارب من الهدي النبوي، فلا يجوز ترك الشارب يطول دون قصّه.
2) اللحية زينة للرجال، ومن كمال خصال الرجولة، ومن تمام الاقتداء بهدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
3) إن حلق اللحية قدح في تكريم الله تعالىٰ للرجال، وانحراف عن أصل الخلقة التي فطر الله تعالىٰ الرجال عليها، وفيه مخالفة شديدة لهدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وسادات هذه الأمة، فكيف تطيب نفس مؤمن يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أن يخالف ما كَانَ عليه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة؟!
4) تعظيم الأمر النبوي الكريم: «أعفوا اللحىٰ»، أي: اتركوها ولا تحلقوها، فأين حال بعض المسلمين من هذا الأمر الدال علىٰ وجوب إعفاء اللحية؟!.