اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

219 ــ باب النهي عَنْ تقدم رمضان بصوم بعد نصف شعبان إلا لمن وصله بما قبله أو وافق عادةً لَهُ بأن كَانَ عادته صوم الاثنين والخميس فوافقه

1/1224ــعَنْ أبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُم رَمَضَانَ بِصَومِ يَومٍ أَوْ يومَيْنِ، إلَّا أَنْ يَكونَ رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذلكَ اليَوْمَ». متفق عليه.

2/1225ــ عَنْ ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَصُومُوا قَبْلَ رَمَضَانَ، صومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإنْ حَالَتْ دُونَهُ غَيَايَةٌ فَأَكْمِلُوا ثَلاثِينَ يَوماً».

رواه الترمذي: وقال: حديث حسنٌ صحيحٌ.

«الغَياية» بالغين المعجمة وبالياءِ المثناةِ من تحتُ المكررةِ، وهِيَ: السَّحَابَةُ.

3/1226ــ وعن أبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذَا بقيَ نصفٌ من شَعْبَانَ فلا تَصُومُوا». رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

هداية الأحاديث:

1) النهي الأكيد عن تقدم رمضان بالصوم، كأن يفعل العبد ذلك علىٰ وجه الاحتياط. ويقول: أصوم قبل رمضان يوماً أو يومين احتياطاً، والصواب: موافقة الهدي النبوي في الصيام عند رؤية الهلال.

2) الصيام الشرعي هو بتحقق دخول رمضان برؤية الهلال، لا بالتقدم عليه بالصيام.

3) مراعاة الشارع أحوال العباد، ورفع الحرج عنهم، فنهىٰ عَنْ تقدّم رمضان بالصوم، ليدخل العبدُ شهرَ رمضان بقوة ونشاط.

4/1227ــ وَعَنْ أبي اليَقظانِ عمارِ بنِ يَاسِرٍ رضي الله عنهما قالَ: «مَنْ صامَ اليَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَىٰ أَبَا القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم»، رواه أبو داود، والترمذي وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ.

هداية الحديث:

1) تحريم صيام يوم الشك، وهو اليوم الذي يكون قبل تأكد دخول رمضان، لورود النهي عن ذلك.

2) إن مخالفة السنة النبوية وارتكاب مَا نهىٰ عَنْهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سبب للضلال والتفرق، ولو ظن العابدُ أن في عبادته خيراً، «فكم من مريد للخير لن يصيبه».

فائـدة:

الصيام قبل رمضان ثلاثة أقسام:

أولاً: بعد النصف من شعبان إلىٰ الثامن والعشرين منه؛ مكروه، إلا لمن له عادة بالصوم.

ثانياً: قبل رمضان بيوم أو يومين؛ محرَّم، إلا لمن لَهُ عادة الصيام.

ثالثاً: يوم الشك لا يصام مطلقاً حَتَّىٰ التطوع، لأن العبادة لا تبنىٰ إلا علىٰ يقين، ولأنه يخشىٰ إذا صام أن يُلبّس علىٰ النَّاس، فيظنوه من صيام رمضان.