1/1233ــ عَنْ سهل بن سعد رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لا يزالُ النَّاسُ بخيرٍ مَا عَجَّلُوا الفطرَ». متفق عليه.
2/1234ــ وَعَنْ أَبي عَطِيَّةَ قَالَ: دخَلتُ أنا ومسْرُوقٌ علىٰ عائشَةَ رضي الله عنها، فَقَالَ لَها مَسْرُوق: رَجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، كِلاهُمَا لا يَأْلُو عَنِ الخَيْرِ: أَحَدُهُمَا يعَجِّلُ المَغْرِبَ وَالإفْطَارَ، والآخَرُ يُؤَخِّرُ المغْرِبَ وَالإفْطَارَ؟ فَقَالَتْ: مَنْ يُعَجِّلُ المَغْرِبَ وَالإفْطَارَ؟ قالَ: عَبْدُ الله ــ يَعني ابنَ مَسْعودٍ ــ فَقَالَتْ: هكَذَا كانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ. رواه مسلم.
قوله: «لا يَأْلُو» أَيْ لا يقَصِّرُ في الخَيْرِ.
3/1235ــ عَنْ أبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللهُ _عز وجل_: «أحبُّ عبادِي إليَّ أعجلُهُم فطراً». رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ[2].
1) تعجيل الفطر علامة الخيرية في الأمة، وهو من الخصال التي يحبها الله تَعَالىٰ من العبد ويرضاها.
2) السنة القولية والفعلية في هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم تحث علىٰ تعجيل الفطر، والموفَّق من عباد الله من لزم طريق السنة النبوية.
4/1236ــ وَعَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هاهُنَا، وَأَدْبَرَ النَهَارُ مِنْ هاهُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائمُ». متفقٌ عليه.
5/1237ــ وَعَنْ أَبي إبراهيمَ عبدِ الله بنِ أبي أَوْفىٰ رضي الله عنهما قالَ: سِرْنَا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قالَ لِبَعْضِ الْقَوْم: «يا فُلانُ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنا» قَال: يا رَسُولَ الله لَوْ أَمْسَيْتَ، قالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا» قال: إِنَّ عَليْكَ نهاراً، قال: «انْزِلُ فاجْدَحْ لنا»، قَال: فَنَزَل فَجَدَحَ لهم، فشَربَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثُم قال: «إِذا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ أقْبَلَ مِن هاهنا، فقد أفْطَرَ الصَّائمُ» وأَشارَ بيَدهِ قِبَلَ المَشْرِقِ. متفقٌ عليهِ.
قوله: «اجْدَحْ» بجيم ثُمَّ دالٍ ثُمَّ حَاءِ مهملتين؛ أي: اخْلِطِ السَّوِيقَ بالمَاءِ.
1) استحباب تعجيل الفطر عند إقبال الليل، وغروب الشمس، ولو بقي من أثر ضوئها.
2) لا بد من طاعة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وامتثال أمره، ولو لَمْ يدرك العقل الحكمة من الأمر، فمن علامة توفيق الله تعالىٰ لعبده التسليم التام للنصوص الشرعية.
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِم حَرَجا مِّمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسلِيما} [النساء 65] .
6/1238ــ وعن سلمانَ بنِ عامرٍ الضَّبِّيِّ الصَّحَابي رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا أفْطَرَ أحَدُكُم فَلْيُفْطرْ علىٰ تَمْرٍ، فإنْ لَمْ يجدْ فلْيُفْطرْ علىٰ ماءٍ، فإنَّهُ طَهُورٌ».
رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
7/1239ــ وَعَنْ أَنسٍ رضي الله عنه قالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلىٰ رُطَبَاتٍ، فَإنْ لَمْ تكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْراتٌ، فَإنْ لَمْ تكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ». رَوَاه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسنٌ.
حسوات: وهي جمع حسْوة: المرة الواحدة من الشرب.
1) الأفضل أن يفطر الصائم علىٰ رطب، فإن لَمْ يجد فتمر، فإن لَمْ يجد فماء. وهذا فيه امتثال للهدي النبوي، وحفظ للصحة، لأن الشيء الحلو يتقبّله الجسم مباشرة بعد طول إمساك عن الطعام.
2) من لَمْ يجد مَا يفطر عليه فإنه ينوي في قلبه الفطر، حَتَّىٰ يتيسر لَهُ مَا يَطعمه.
تقدم عند الحديث (332) الإشارة إلىٰ ضعف حديث سلمان بن عامر المذكور هنا، وأنه لا يثبت من قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، إنما رواه الترمذي من فعله صلى الله عليه وسلم أنه «كان يفطر قبل أن يصلي علىٰ رطبات، فإن لم تكن رطبات فتُميرات، فإن لم يكن تُميرات حسا حسوات من ماء».