اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

235 ــ باب بيان جماعة من الشهداء في ثواب الآخرة ويغسلون ويصلى عليهم بخلاف القتيل في حرب الكفار

فائـدة:

الشهداء في هذا الباب هم شهداء في أحكام الآخرة، أما في أحكام الدنيا فليس لهم حكم الشهيد المقتول في المعركة، لكن من كرم الله تَعَالىٰ لهذه الأمة أن ألحق بثواب الشهيد في الآخرة أصنافاً من الشهداء الآتي ذكرهم في الأحاديث.

1/1353ــ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الشُّهَداءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمبطونُ، والغَريقُ، وصاحبُ الهَدْمِ، والشَّهيدُ في سبيل الله». متفق عليه.

2/1354 ــ وعنهُ قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ما تَعُدُّونَ الشُّهَدَاءَ فِيكُمْ ؟» قالُوا: يا رَسُولَ الله، مَنْ قُتِلَ في سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. قال: «إنَّ شُهَداءَ أُمَّتِي إذاً لَقَلِيلٌ» قالُوا: فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ الله ؟ قالَ: «مَنْ قُتِلَ في سَبِيلِ الله فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ في سَبِيلِ الله فَهُو شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ في الطّاعُونِ فهو شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ في البَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَالغَرِيقُ شهِيدٌ». رواهُ مُسْلمٌ.

غريب الحديث:

المطعون: من مات بالطاعون، وهو مرض فتاك مُعدٍ.

المبطون: الَّذي أصابه داء البطن.

هداية الأحاديث:

1) إكرام الله تعالىٰ هذه الأمة المحمدية، حين بارك في أصناف شهدائها ليعظم أجرها.

2) من خرج يريد وجه الله تعالىٰ بهجرة في سبيله، أو مات في طريقه إلىٰ الجهاد، فهو من الشهداء في أحكام الآخرة.

تنبيـه:

المذكورون في الحديث لا يُراد حصر العدد بهم، بل هناك شهداء آخرون؛ كالمرأة تموت في نفاسها، والميت بالحرق، والميت بداء السّلّ، ونحوهم مما صحت فيهم الروايات النبوية.

3/1355 ــ وعَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شهيدٌ». متفقٌ عليه.

4/1356ــ وعَنْ أبي الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل، أحدِ العَشَرَةِ المَشْهُودِ لَهُمْ بالجَنَّة رضي الله عنهم، قَالَ: سمعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شهِيدٌ».

رواهُ أبو داودَ، والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .

5/1357ــ وعنْ أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلىٰ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يا رسولَ الله، أَرَأَيْتَ إنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالي؟ قالَ: «فَلا تُعْطِهِ مَالَكَ» قال: أَرَأَيْتَ إنْ قَاتَلَني؟ قال: «قَاتِلْهُ» قالَ: أَرَأَيْتَ إنْ قَتَلَني ؟ قالَ: «فَأَنْتَ شَهِيدٌ» قال: أَرَأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قالَ: «هُوَ في النَّارِ». رواهُ مسلمٌ.

هداية الأحاديث:

1) حرمة مال المسلم ودمه وعرضه، فالمدافع عَنْ ذلك إن مات فهو شهيد.

2) الدين يُفدَّىٰ بالنفس دفاعاً عَنْهُ، ومن مات دون دينه فهو شهيد، فأين المسلمون اليوم؟ ترىٰ الدين عند بعضهم كرخيص من متاع الدنيا لا قيمة لَهُ؟!.

3) وجوب التدرج في دفع المعتدي عليك، ولْيكن الهم في دفعه لا في قتله، لكنه إذَا مَا اندفع إلَّا بالقتل فإن الشارع أذن بقتله.

4) الشريعة جاءت لحفظ الضروريات الخمس، والدفاع عنها، وهي: الدِّين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال.