قال تعالىٰ: {وَٱدۡعُ إِلَىٰ رَبِّكَۖ} [القصص: 87] ، وقال تعالىٰ: {ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ} [النحل: 125] ، وقال تعالىٰ: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ} [المائدة: 2] ، وقال تعالىٰ: {وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ} [آل عمران: 104].
1) العبد مأمور بالدعوة إلىٰ الخير، بقول أو فعل أو خلق حسن.
2) العلم مطلوب من الداعية؛ لأن الآمر الناهي لابد أن يكون عالماً بما يدعو إليه.
3) الحث علىٰ استخدام الحكمة والموعظة الحسنة في دعوة الناس.
4) وصية الله تعالىٰ لهذه الأمة أن تكون فيها الطائفة الآمرة بالمعروف، الناهية عن المنكر، فهذا من أمارات الفلاح.
1/173ــ وعن أَبي مسعود عُقْبَةَ بن عَمْروٍ الأنصَارِيِّ الْبَدْريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَلَّ عَلَىٰ خَيْر فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ». رواه مسلم.
2/174ــ وعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن دَعَا إلَىٰ هُدَىٰ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً، وَمَنْ دَعَا إلَىٰ ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلِكَ مِن آثَامِهِمْ شَيْئاً». رواه مسلم.
1) الدعوة إلىٰ الهدىٰ أو الدعوة إلىٰ الضلالة قد تكون بالقول أو بالفعل.
2) إن المتسبب بالشيء كالمباشر له، فلهذا كان من دعا إلى خير أو شر له مثل أجرأو وزر من فعله.
3) الاهتمام بالدعوة إلىٰ الخير والإصلاح، والنهي عن الشر والفساد.
3/175ــ وعن أَبي العباسِ سَهْلِ بنِ سعدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال يَوْمَ خَيْبَرَ: «لأُعْطِينَّ هذه الرَّايَةَ غَداً رَجُلاً يَفْتَحُ اللهُ عَلَىٰ يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ». فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا. فَلَمَّا أصْبَح النَّاسُ غَدَوْا عَلَىٰ رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فقال: «أَيْنَ عَليُّ بنُ أَبي طالبٍ؟» فَقيلَ: يا رسولَ الله هُوَ يَشْتكِي عَيْنَيْه، قال: «فَأَرْسِلُوا إلَيْهِ» فَأُتِيَ بِهِ، فَبَصَقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في عَيْنَيْهِ، وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّىٰ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأعْطَاهُ الرَّايَةَ، فقال عَليّ رضي الله عنه : يا رسولَ الله أُقَاتِلُهُمْ حَتَّىٰ يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: «انْفُذْ عَلَىٰ رِسْلِكَ حَتَّىٰ تَنْزِل بسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلَىٰ الإسْلامِ، وَأخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ الله تَعَالَىٰ فِيهِ، فَوَاللهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم». متفق عليه.
قوله: «يَدُوكُونَ» أيْ يَخُوضُونَ وَيَتَحَدَّثُونَ، قَوْلُهُ: «رِسْلِكَ» بكسر الراءِ وَبفَتْحِهَا لُغَتَانِ، وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ.
1) فضل الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ فهو ممن يحبه الله ورسوله، وما أجلها من نعمة! ولذا جعل الله الفتح علىٰ يديه .
2) العبد قد يهبه الله تعالىٰ من الفضائل ما لم يخطر له علىٰ بال.
3) العبد قد يحرم الشيء مع حرصه عليه، وقد يُعطىٰ الشيء مع عدم حرصه عليه.
4) الترغيب في تحري الإنسان الخير والسبق إليه.
5) الدعوة إلىٰ الإسلام من أهم الواجبات؛ لعظم الأجر الذي يترتب علىٰ هداية الناس.
4/176ــ وعن أنس رضي الله عنه أنَّ فَتىً مِنْ أسْلَمَ قال: يا رسُولَ الله إنِّي أُرِيد الْغَزْوَ ولَيْس مَعِي مَا أتجهَّز بِهِ ؟ قَالَ: «ائْتِ فُلاناً، فإنه قَدْ كانَ تجَهَّزَ، فَمَرِضَ» فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يُقْرِئكَ السَلام، ويقولُ: أَعْطِني الَّذِي تجَهَّزْتَ بِهِ، فقال: يَا فُلانَةُ أَعْطِيهِ الَّذي تجَهَّزْتُ بِهِ، ولا تحْبِسِي مِنْه شَيْئاً، فَواللهِ لا تحْبِسِين مِنْه شَيْئاً فَيُبَارَكَ لَكِ فِيه. رواه مسلم.
1) إن العبد إذا دل أحداً علىٰ الخير فإنه يثاب علىٰ ذلك.
2) إذا أراد العبدُ عملاً صالحاً، فحبسه عنه حابس كمرض مثلاً، فعليه أن يدفع ما بذله للعمل إلىٰ من يقوم به؛ حتىٰ يُكتب له تمام الأجر ولا يفوت النفع.