قال الله تعالىٰ: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ} [المائدة: 2] ، وقال تعالىٰ: { وَٱلۡعَصۡرِ * إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ * إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ} [العصر: 1 ـ 3].
قال الإمَام الشَّافِعِي ــ رَحِمَه الله ــ كَلَاماً مَعْنَاهُ: إنَّ النَّاسَ أوْ أَكْثَرَهُمْ في غَفْلَةٍ عَنْ تَدَبُّرِ هَذِهِ السُّورَةِ.
1) التعاون علىٰ البر والتقوىٰ خير ما اجتمع عليه أهل الإيمان وتواصوا به.
3) كل إنسان خاسر إلا من اتصف بالأوصاف الأربعة: أن يكون مؤمناً بما يجب الإيمان به، وأن يكون عاملاً بمقتضىٰ إيمانه بالأعمال الصالحات، وأن يكون داعياً للحق، وأن يصبر علىٰ الأذىٰ في سبيل هذه الدعوة.
1/177ــ عَنْ أَبي عَبْدِ الرحمنِ زيدِ بنِ خالدٍ الْجُهَنيُّ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً في سَبِيلِ الله فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً في أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا». متفقٌ عليه.
2/178ــ وعن أبي سعيد الخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثاً إلىٰ بَني لِحْيانَ مِنْ هُذَيْلٍ، فقالَ: «لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا وَالأجْرُ بَيْنَهُمَا». رواه مسلم.
1) كل من أعان شخصاً في طاعة الله فله مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيئاً.
2) من تشاركا في خير كُتِب لهما الأجر جميعاً .
3) حث الناس علىٰ التعاون في فعل الخيرات.
إعانة الغازي تكون علىٰ صورتين:
الأولى: أن يعينه في رحله، ومتاعه، وسلاحه، وكل ما يتجهز به للغزو.
الثانية: أن يعينه في كونه خَلَفاً صالحاً عنه في أهله.
3/179ــ وعن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَقِيَ رَكْباً بالرَّوحَاء،ِ فقال: «مَن الْقَوْمُ ؟» قَالُوا: المُسْلِمُونَ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ ؟ قال: «رسولُ الله» فَرَفَعَتْ إلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيّاً فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قال: «نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ». رواه مسلم.
الروحاء: مكان بين مكة والمدينة.
1) لابد للمؤمن ــ الحريص علىٰ التفقه ــ أن يغتنم نعمة وجود العالم، من أجل أن يسأله عما يشكل عليه، وينفعه من أمر دينه.
2) يصحّ حجّ الصَّبيِّ الصغير ولو لم يكن مميزاً، وإذا حجَّ مع وليّه، فالأجر لهما.
4/180ــ وعَنْ أَبي موسىٰ الأشْعَرِيِّ رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال: «الخَازِنُ المُسلِمُ الأمِينُ الَّذِي يُنـَفِّذُ ما أُمِرَ بِهِ، فَيُعْطِيهِ كامِلاً مُوَفَّراً، طَيِّبَةً بِهِ نَفْسُهُ، فَيَدْفَعُهُ إلىٰ الَّذِي أُمِرَ لَهُ بِهِ أَحَدُ المُتَصدِّقِينَ». متفق عليه.
وفي رواية: «الَّذي يُعْطِي مَا أُمِر بِهِ» وضبَطوا (المُتَصدِّقَيْنِ) بفتح القاف مع كسر النون علىٰ التَّثْنِيَةِ، وَعَكْسُهُ عَلىٰ الجَمْعِ، وَكلاهُمَا صَحِيحٌ.
1) الترغيب في حفظ الأمانة، وأداءِ ما وُكِّل به العبد من النفقات.
2) التعاون علىٰ البر والتقوى؛ إذ يُكتب لمن أعان عليه مثل ما يُكتب لمن فعله.