اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

22 ـ باب النصيحة

قال تعالىٰ: {إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ} [الحجرات: 10] ، وقال تعالىٰ إخباراً عن نوح صلى الله عليه وسلم: {وَأَنصَحُ لَكُمۡ} [الأعراف: 62] ، وعَنْ هُودٍ صلى الله عليه وسلم: {وَأَنَا۠ لَكُمۡ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف: 68].

فائدة:

النصيحة هي: بذل الخير للغير، والنصح يلزم له أن يحب الناصح لأخيه الخير ويدعوه إليه، ويبينه له. وضد النصيحة: المكر، والغش، والخيانة، والخديعة.

هداية الآيات:

1) النصيحة من ثمرات الأخوة في الدين، بل من أهم مستلزمات هذه الأخوة.

2) علىٰ المرء أن يكون من الناصحين لإخوانه، مبدياً لهم الخير؛ حتىٰ تتحقق بذلك الأخوة الإيمانية.

وأما الأحاديث:

1/181ــ فَالأوَّل: عن أبي رُقَيَّةَ تَميمِ بنِ أوْسٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قُلْنَا: لِمَنْ ؟ قَالَ: «لله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأئمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ». رواه مسلم.

هداية الحديث:

1) من النصيحة لله _عز وجل_: تحقيق الإخلاص لله تعالىٰ، والتعبد له محبة وتعظيماً، وأن يغار علىٰ حرمات الله تعالىٰ، ويذبُّ عن دين الله تعالىٰ، ويدعو إليه.

2) من النصيحة لكتاب الله: أن يقيم العبد حروفه تلاوةً وتدبراً، وينشر معناه الصحيح بين المسلمين، ويقوم بامتثاله؛ بفعل واجباته، والانتهاء عن محرماته، وتصديق أخباره.

3) من النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم: الإيمان التام برسالته، وتصديق خبره، وصدق الاتباع له، والدفاع عن شريعته وحمايتها، ومحاربة البدع وأهلها، واحترام الصحابة رضي الله عنهم وتعظيمهم ومحبتهم والدفاع عنهم.

4) من النصيحة لأئمة المسلمين: احترام العلماء، والحرص علىٰ تلقي ما عندهم من العلم، وألَّا تُتبع زلاتهم وما يخطئون فيه؛ لأنهم غير معصومين، وأن يدافع عنهم. وأما أئمة المسلمين من الحكام فالنصح لهم: بأن يكف عن مساوئهم، ويناصحهم علىٰ قدر ما يستطيع.

5) ومن النصح لعامة المسلمين: أنْ تُحبَّ لهم ما تحب لنفسك، وأن ترشدهم إلىٰ الخير، وأن تهديهم إلىٰ الحق، وترحم الخلق.

2/182ــ الثَّاني: عَنْ جَرِير بْنِ عبد الله رضي الله عنه قال: بَايَعْتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم عَلىٰ إقَامِ الصَّلاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِم. متفقٌ عليه.

3/183ــ الثَّالثُ: عَن أَنسٍ رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّىٰ يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ». متفق عليه.

هداية الأحاديث:

1) الترغيب في بذل النصح لكل مسلم قريب أو بعيد، صغير أو كبير، ذكر أو أنثى.

2) من النصح للمسلمين أن تحب لهم ما تحب لنفسك.

3) لا يكتمل الإيمان عند العبد حتىٰ يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

فائدة:

نفي إيمان العبد في الحديث «لايؤمن أحدكم» معناه: نفي كمال الإيمان، وليس نفي أصله. فالإيمان له أصل وفرع. وهو يزيد وينقص، والمؤمن المسدد يَسعىٰ في رعاية إيمانه وازدياده {أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ * تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ} [إبراهيم: 24 ــ 25].