اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

238 ــ باب فضل المملوك الَّذي يؤدي حق الله وحق مواليه

1/1362 ــ عَنْ ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ العَبْدَ إذَا نَصَحَ لسيِّدِهِ، وأحْسَنَ عبادَةَ الله، فلَهُ أجرُهُ مرَّتَيْن». مُتَّفَقٌ عليهِ.

2/1363 ــ وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «للْعَبْدِ المَمْلُوكِ المُصْلِحِ أجْرَان» والَّذي نفسُ أبي هُرَيْرَةَ بيده، لولا الجهادُ في سبيل الله والحَجُّ وبرُّ أمِّي، لأحْببتُ أن أموتَ وأنا ممْلُوكٌ. مُتَّفَقٌ عليهِ.

3/1364ــ وعَنْ أبي موسىٰ الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «للْمَمْلُوك الَّذي يُحسنُ عبادَةَ ربِّه، ويُؤدِّي إلىٰ سيِّده الَّذي عليه منَ الحقِّ والنَّصيحَة والطَّاعةِ، أجرَان». رواهُ البخاريُّ.

هداية الأحاديث:

1) المملوك إذَا أحسن عبادة ربِّه، وأصلح ونصح في خدمه سيده، كَانَ لَهُ أجران، وهذا نوع من تكريم الشريعة للعبد المملوك، ورفع لمقام عبوديته لله تَعَالىٰ، حَتَّىٰ يعظم أجره.

2) العبد راعٍ في مال سيده، وهو مسؤول عَنْهُ، فَلْيتقِ كلُّ امرئ فيما هُوَ مسؤول عَنْهُ.

فائدة:

قال الإمام الحافظ ابن عبد البر ــ رحمه الله تعالىٰ ــ: «معنىٰ هذا الحديث عندي؛ أن العبد لما اجتمع عليه أمران واجبان: طاعة ربه في العبادات، وطاعة سيده في المعروف، فقام بهما جميعاً، كان له ضعف أجر الحر المطيع لطاعته، لأنه قد ساواه في طاعة الله، وفضل عليه بطاعة من أمره الله بطاعته ــ وهو سيده ــ».

وقال الحافظ ابن حجر: «والذي يظهر أن مزيد الفضل للعبد الموصوف بالصفة لما يدخل عليه من مشقة الرّق». (فتح الباري شرح صحيح البخاري).

3/1365ــ وعنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثةٌ لهُمْ أجْرَان؛ رجلٌ من أهل الكتاب آمَنَ بنَبيِّه وآمَنَ بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، والعَبْدُ المَمْلُوكُ إذَا أدَّىٰ حقَّ الله وحَقَّ مَوَاليه، ورَجُلٌ كانَتْ لَهُ أمةٌ، فأدَّبَهَا فَأحسَنَ تَأديبَها، وعلَّمَها فأحْسَنَ تَعْليمَها، ثُمَّ أعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَها، فلَهُ أجرَان». مُتَّفَقٌ عليهِ.

هداية الحديث:

1) سماحة الشريعة في تضعيف أجر من قام بعملَيْن تامَّيْن مأمور بهما شرعاً.

2) من فقه العبد: تعليمُ أهل بيته، وإحسان صحبتهم وتربيتهم، لأن الاهتمام بالحرائر أولىٰ من الاهتمام بالأمة المملوكة.

فائدة:

قال العلَّامة الطاهر بن عاشور ــ رحمه الله تعالىٰ ــ في توجيه معنىٰ الحديث المتقدم:

«وأحسب أن من حكمة هذا أن من كان من العبيد بهذا الوصف يكون بقاؤه في الرق تعطيلاً لانتفاع المجتمع به انتفاعاً كاملاً، ويكون إدخاله في صنف الأحرار أفيد لهم». (مقاصد الشريعة الإسلامية).