1/1366 ــ عَنْ معقل بن يسار رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «العبادَةُ في الهَرْجِ كهجْرَةٍ إليَّ». رواهُ مُسْلمٌ.
1) لزوم مقام العبودية علىٰ هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم سبب عظيم للسلامة من الفتن، وعلىٰ قدر قيام العبد بالعبودية تكون كفاية الله له {أَلَيسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبدَهُۥ}.
2) تفضيل العبادة زمن الاختلاط والفتن، فهي تعدل أجر الهجرة إلىٰ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
3) الهجرة مطلوبة في كل زمان ومكان؛ وذلك بالهجرة إلىٰ الله تَعَالىٰ بالإيمان الصادق، والهجرة إلىٰ الرسول صلى الله عليه وسلم بلزوم المتابعة لهديه الكامل.
قال النووي ــ رحمه الله تعالىٰ ــ:
«سبب كثرة فضل العبادة في الهرج أن الناس يغفلون ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد». (شرح صحيح مسلم).
وقال القرطبي ــ رحمه الله تعالىٰ ــ :
«المتمسك في ذلك الوقت بالعبادة، والمنقطع إليها، المنعزل عن الناس، أجره كأجر المهاجر إلىٰ النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه ناسبه من حيث أن المهاجر فرَّ بدينه ممن يصده عنه، للاعتصام بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكذا هذا المنقطع للعبادة، فر من الناس بدينه، إلىٰ الاعتصام بعبادة ربه، فهو في الحقيقة قد هاجر إلىٰ ربه، وفَرَّ من جميع خلقه» ا هـ.
نقله عنه الشيخ فيصل المبارك ــ رحمه الله تعالىٰ ــ في كتابه: (تطريز رياض الصالحين).