قَالَ الله تَعَالىٰ: {وَلَا تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِۦ عِلمٌ} [الإسراء: 36]، وقال تعالىٰ: {مَّا يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيد} [ق: 18].
1) علىٰ العبد أن لا يتتبع ما ليس له به علم، والواجب ألا يتكلم إلا من حيث يعلم.
2) إن استحضار معاني مراقبة الله _عز وجل_ ، يوجب للعبد ألا يتكلم إلا بما ينفع.
1/1547 ــ وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كفىٰ بالمَرْءِ كَذِباً أَنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمعَ». رواهُ مسلم.
1) علىٰ العبد أن يتثبت فيما يقوله وينقله من الأخبار.
2) إن إخبار المرء بكل ما يسمع موقعٌ له في الكذب.
2/1548 ــ وعن سمرةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ: رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حدَّثَ عَنِّي بحديث يُرَىٰ أنَّهُ كذبٌ، فَهُوَ أحَدُ الكاذبيْنَ». رواهُ مسلم.
1) إن من أعظم الكذب: الكذب علىٰ الله _عز وجل_ ، وعلىٰ رسولهصلى الله عليه وسلم، لأنه يتعلق بذلك أحكام تفسد الأديان والعقائد، وتُهلك البلاد والعباد.
2) تحريم رواية الأحاديث المكذوبة علىٰ الرسول صلى الله عليه وسلم، والتحذير من فعل ذلك.
يتساهل بعض الخطباء والوعّاظ في رواية الأحاديث المكذوبة، ويرون ذلك جائزاً فيما يُسمىٰ: (فضائل الأعمال)، فيقال لهؤلاء: أليس في الحديث الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يُغني ويكفي ويشفي؟ فلِمَ نعدل عن الصحيح إلىٰ الضعيف؟ وقد قال تعالى: {وَلَا تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِۦ عِلمٌ} وقال صلى الله عليه وسلم: «كفىٰ بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع». قال الحافظ الدارقطني ــ رحمه الله تعالىٰ ــ (ت385):
«فمن حدَّث بجميع ما سمع من الأخبار المروية عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يميز بين صحيحها وسقيمها، وحقها وباطلها، باء بالإثم، وخِيف عليه أن يدخل في جملة الكاذبين علىٰ رسول الله صلى الله عليه وسلم ». (مقدمة كتاب الضعفاء والمتروكين).
3/1549 ــ وعن أسماءَ رضي الله عنها أنَّ امرأةً قالت: يارسولَ الله، إنَّ لي ضَرَّةً، فهل عليَّ جُناحٌ إن تَشَبَّعْتُ من زوجي غيْرَ الذي يُعطيني؟ فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «المُتَشبِّعُ بما لَم يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَي زُورٍ».متفقٌ عليه.
«المُتَشَبِّعُ»: هوَ الذي يُظهِرُ الشِّبَعَ وَليسَ بشَبْعَانَ، ومعناه هُنا: أَنَّهُ يُظهِرُ أنه حَصَلَ له فَضِيلَةٌ وَلَيْسَتْ حَاصِلةً. «ولابِس ثَوبَيْ زورٍ» أَي: ذِي زُورٍ، وهو الذي يُزَوِّرُ علىٰ النَّاسِ، بِأَنْ يَتَزيَّىٰ بِزيِّ أَهْلِ الزُّهْدِ أَو العِلم أو الثرْوَة، ليَغْتَرَّ بِهِ النَّاسُ ولَيْسَ هوَ بِتلْكَ الصِّفَةِ. وَقِيلَ غَيْرُ ذلك، والله أَعلم.
1) كلما عظمت مفاسد الكذب عَظُم إثمه.
2) تحذير الزوجة من السعي في إفساد ما بين زوجها وضرّتها.