قَالَ الله تَعَالىٰ: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَوفُواْ بِٱلعُقُودِ} [المائدة: 1]، وَقَالَ تَعَالَىٰ: {وَأَوفُواْ بِٱلعَهدِ إِنَّ ٱلعَهدَ كَانَ مَسُٔولا} [الإسراء: 34].
1) الغدر، هو: خيانة الإنسان في موضع الائتمان.
2) وجوب الوفاء بالعقود في كل شيء، واجتناب الخيانة والخديعة.
3) إن الوفاء بالعهود من مستلزمات الإيمان ومكملاته، وهو علامة صحة الإيمان.
1/1584 ــ وعن عبد الله بن عَمْرو بن العَاص رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أرْبعٌ مَنْ كُنَّ فيه كانَ مُنَافقاً خَالصاً، ومَنْ كانَتْ فيه خَصْلَةٌ منْهُنَّ كانَ فيه خَصْلةٌ منَ النِّفَاق حَتَّىٰ يَدَعَهَا: إذَا اؤتُمنَ خَانَ، وإذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإذا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذا خَاصَمَ فَجَرَ». متفق عليه.
1) التحذير من الغدر، لأنه من صفات المنافقين.
2) علىٰ العبد أن يسعىٰ دائماً في التخلص من الصفات الذميمة التي تضعه في زمرة الفسّاق والمنافقين، وأن يتحلّىٰ بالصفات الحميدة الزكية التي ترفعه في زمرة المؤمنين المقربين.
2/1585 ــ وعن ابن مسعود، وابن عمرَ، وأنس رضي الله عنهم قالوا: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لكُلِّ غادرٍ لوَاءٌ يَوْمَ القيَامةِ، يُقَالُ: هذه غَدْرَةُ فُلانٍ». متفق عليه.
3/1586ــ وعن أبي سعيد الخُدْريِّ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لكُلِّ غَادرٍ لوَاءٌ عنْدَ اسْتِهِ يومَ القيامة، يُرْفَعُ لهُ بقَدْر غَدْرِهِ، ألا ولا غَادرَ أعْظَمُ غَدْراً مِن أميرِ عامَّةٍ». رواه مسلم.
اللواء: ما يكون في الحرب مثل العلم والراية.
استه: دبره.
1) التحذير من الغدر، فهو من كبائر الذنوب.
2) كلما عَظُم الغدر عظمت فضيحة الغادر ووزره يوم القيامة، فالذي يغدر بواحد ليس كمن يغدر بجماعة أو أمة، ومن هنا يُعلم عظيم وزر الذين يغدرون بأبناء الأمة الإسلامية، لإشباع غرائزهم ونيل مصالحهم، فالله حسيبهم في الدنيا والآخرة.
4/1587 ــ وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ اللهُ تَعَالىٰ: ثلاثةٌ أنا خَصْمُهُمْ يومَ القيامَة: رجُلٌ أعْطَىٰ بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ بَاعَ حُرّاً فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتأجَرَ أجيراً فَاسْتَوْفَىٰ منْهُ، ولمْ يُعْطِهِ أجْرَهُ». رواه البخاري.
أعطىٰ بي ثم غدر: حلف بالله علىٰ شيء ثم خان العهد.
1) التشديد في مسألة الغدر، لأنها موجبة لمخاصمة الله يوم القيامة.
2) التحذير من نقض العهد، لأنه ليس من صفات المؤمنين.