قَالَ الله تَعَالىٰ: {فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُم هُوَ أَعلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ} [ النجم: 32]، وقالَ تَعَالىٰ: {إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبغُونَ فِي ٱلأَرضِ بِغَيرِ ٱلحَقِّ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيم} [الشورىٰ: 42].
1/1589 ــ وعن عياض بن حمَار رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الَله تَعَالىٰ أوْحَىٰ إليَّ أن تَوَاضَعُوا حَتَّىٰ لا يَبْغيَ أحدٌ علىٰ أحدٍ، ولا يَفْخرَ أحدٌ علىٰ أحدٍ». رواه مسلم.
قالَ أهلُ اللُّغةِ: البَغْي: التَّعَدِّي والاسْتِطَالَةُ.
1) بيان فضيلة التواضع بين المؤمنين، فهو خلق محبوب لله تعالىٰ، والموفَّق من هُدي إلىٰ ما يحبه الله تعالىٰ.
2) ذم الافتخار والبغي، لأنه من صفات الظالمين.
2/1590 ــ وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ، فهُوَ أهْلَكُهُمْ». رواه مسلم.
الرِّوَايَةُ المَشْهُورَةُ: «أَهْلَكُهُمْ» بِرَفعِ الكَافِ، وَرُوِيَ بِنَصْبِهَا. وهذا النَّهْيُ لمَنْ قَالَ ذلكَ عُجْباً بنَفْسِهِ، وَتَصَاغُراً للنَّاسِ، وَارْتِفَاعاً عَلَيْهِمْ، فهذَا هُوَ الحَرَامُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَهُ لمَا يَرىٰ في النَّاسِ مِنْ نَقْصٍ في أمْرِ دِينِهِمْ، وَقَالَهُ تَحَزُّناً عَلَيْهِمْ، وَعَلَىٰ الدِّينِ، فَلا بَأْسَ بِهِ. هكَذَا فَسَّرَهُ العُلَمَاءُ وَفَصَّلُوهُ، وَمِمَّن قَالَهُ مِنَ الأئِمَّةِ الأعْلامِ: مالكُ بنُ أَنسٍ، وَالخَطَّابيُّ، وَالحُمَيْدِيُّ وآخرون، وقد أوضَحْته في كِتَابِ «الأذْكَارِ».
1) النهي عن الإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين.
2) إن ذكر عيوب الناس سبب في إشاعة المنكرات بينهم، لأن الناس يقلِّدُ بعضهم بعضاً.