اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

280 ــ باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بفسق أو نحو ذلك

قَالَ الله تَعَالىٰ: {إِنَّمَا ٱلمُؤمِنُونَ إِخوَة فَأَصلِحُواْ بَينَ أَخَوَيكُم} [الحجرات: 10] ، وقَالَ تَعَالىٰ: {وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثمِ وَٱلعُدوَٰنِ} [المائدة: 2].

1/1591ــ وعن أنس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَقَاطَعُوا، وَلا تَدابَرُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ الله إخْوَاناً، وَلا يَحِلُّ لمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوقَ ثَلاثٍ». متفقٌ عليه.

2/1592ــ وعن أبي أيوب رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لا يحلُّ لمُسْلمٍ أن يَهْجُرَ أخاهُ فوقَ ثلاثِ ليَالٍ؛ يَلتَقيَان، فيُعرضُ هذا، ويعرضُ هذا، وخَيْرُهُما الذي يبدأ بالسَّلامِ». متفقٌ عليه.

3/1593ــ وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تُعرضُ الأعمالُ في كُلِّ اثنين وخَميس، فيَغفرُ اللهُ لكلِّ امرئٍ لا يُشركُ بالله شيئاً، إلَّا امرءاً كانت بيْنَهُ وبينَ أخيه شَحْنَاءُ، فيقولُ: اتْرُكُوا هذَيْن حَتَّىٰ يَصْطَلحَا». رواه مسلم.

4/1594ــ وعن جابر رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بَيْنَهم». رواه مسلم.

«التَّحْرِيشُ» الإفسَادُ وتغيِيرُ قُلُوبِهم وَتَقَاطُعُهُم.

5/1595ــ وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَحِلُّ لمُسْلِمٍ أَن يَهجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ، فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلاثٍ، فَمَاتَ، دَخَلَ النَّارَ».

رَوَاهُ أبو دَاود بإسنَادٍ عَلىٰ شَرْطِ البُخَارِي ومُسلم.

6/1596ــ وعن أبي خراش حدرَد بن أبي حَدْرَد الأسلمي، ويقالُ السُّلمي الصَّحابي رضي الله عنه، أنه سمع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ هَجَرَ أخاهُ سَنَةً فَهُوَ كسَفْكِ دَمِهِ».

رواه أبو داود بإسناد صحيح.

7/1597 ــ وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لا يَحِلُّ لمُؤْمِنٍ أَنْ يَهْجُرَ مُؤْمِناً فَوْقَ ثَلاثٍ، فَإنْ مَرَّتْ بِهِ ثَلاثٌ، فَلْيَلْقَهُ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإنْ رَدَّ عليه السَّلامَ فَقَدِ اشْتَرَكَا في الأجْرِ، وَإنْ لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ فَقَدْ بَاءَ بالإثْمِ، وَخَرَجَ المُسَلِّمُ مِنَ الهِجْرَةِ». رواه أبو داود بإسناد حسن. قال أبو داود: إذا كانَتِ الهجْرةُ لله تَعَالىٰ، فَلَيْسَ مِنْ هذا في شَيْءٍ.

هداية الأحاديث:

1) لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام.

2) إن إفشاء السلام بين المسلمين من أسباب المحبة ودخول الجنة، فَلْيحرصِ المسلم علىٰ تطبيق هذا الهدي النبوي بإفشاء السلام بين المسلمين، علىٰ من عرف ومن لم يعرف.

3) إن هجر المسلمين ونشر الشحناء بينهم من طاعة الشيطان، وسبب للقطيعة بين أهل الإيمان.

4) الإصرار علىٰ الهجر والقطيعة دون سبب شرعي يُعَدُّ من كبائر الذنوب التي تُوِّعد صاحبها العقوبة.

تنبيـه:

متىٰ يجوز الهجر فوق ثلاثة أيام؟

يجوز الزيادة في الهجر إذا كان فيه مصلحة شرعية، كأن يكون المهجور من المصرِّين علىٰ المعاصي والذنوب المجاهرين بها، ويُقصد من هذا الهجر ردعه وتحذير الناس من شرِّه، فلابأس بالهجر فوق ثلاثة أيام، فيكون الهجر عندئذ من باب الدواء للمهجور، وزجراً لأمثاله، ولأجل حق الله تعالىٰ لا لأجل حظ النفس.