فيه الأحاديث السابقة في الباب قبله.
التطيّر: التشاؤم بمرئيٍ أو مسموعٍ أو زمانٍ أو مكانٍ، وإنما سُمِّي تطيّراً، لأن العرب في الجاهلية كانوا يعتمدون علىٰ الطيور في فعلهم أو تركهم، فغلب الاسم علىٰ كل تشاؤم.
1/1674ــ عَن أنس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا عَدْوَىٰ، وَلا طِيَرَةَ، ويُعجبني الفألُ» قالوا: وما الفَأْلُ ؟ قَالَ: «كلمةٌ طيبةٌ». متفقٌ عليه.
1) نفت الشريعة مفهوم العدوىٰ في الجاهلية، وهي أن المرض يُعدي بأصله وطبعه، وأما انتقال المرض من المريض إلىٰ السليم، بقدر الله _عز وجل_ ومشيئته، فهذه عدوىٰ صحيحة.
2) النهي عن التطير والتشاؤم، لأنه يورث العبد الكسل والحزن والهم.
2/1675 ــ وعن ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا عدوىٰ، ولا طيرةَ، وإن كان الشُّؤْمُ في شيءٍ ففي الدَّارِ والمرأةِ والفرسِ». متفقٌ عليه.
الشؤم: الشّرّ.
1) النهي عن التطير والتشاؤم؛ لأنه ينافي التوكل علىٰ الله، وحسن الظن بقدر الله تعالىٰ.
2) التشاؤم لا يأتي بخير، ولو كان فيه خيرٌ لكان أولىٰ الأشياء بالتشاؤم عندئذٍ: البيت والمرأة والمركوب، لرواية موضحة للمعنى: (لاشؤمَ، وقد يكون اليُمنُ في ثلاثة؛ في المرأة، والفرس، والدار) رواه ابن ماجه.
3/1676 ــ وعن بريدةَ رضي الله عنه أنَّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كان لا يتَطَيَّرُ. رواهُ أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ.
1) وجوب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في كراهية التطير والتشاؤم.
2) هدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فيه تمام الراحة، والصحة النفسية، والجسدية للعبد، مع سلامة القلب وسعادة الروح {ٱستَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحيِيكُم}.
4/1677ــ وعن عروةَ بن عامرٍ رضي الله عنه قَالَ: ذُكِرَتِ الطِّيَرةُ عند رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: «أحسنُهَا الفألُ، ولا تردُّ مسلماً ، فإذا رأىٰ أحدُكُم مَا يكرهُ فَلْيقلْ: اللّهم لا يأتي بالحسناتِ إلا أنتَ، ولا يدفعُ السيِّئاتِ إلَّا أنتَ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بكَ». حديثٌ صحيحٌ. رواهُ أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ[2].
1) التفاؤل من أخلاق المسلم التي يجب التحلي بها، لأنها تدفعه للعمل بجد وهمة.
2) علىٰ العبد الاستعانة بالله _عز وجل_ في جلب المنافع، ودفع المضار، وعدم اللجوء إلىٰ المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالىٰ. {إِيَّاكَ نَعبُدُ وَإِيَّاكَ نَستَعِينُ}.